وأنصف عرف محله من العلم [1] ، صنف التفسير الحسن المليح الّذي استحسنه كل من طالعة، وأملى المجالس في الحديث، وتكلم على كل حديث بكلام مفيد، وصنف التصانيف في الحديث مثل: منهاج أهل السنة، والانتصار، والرد على القدرية وغيرها، وصنف في أصول الفقه القواطع، وهو مغن [2] عما صنف في ذلك الفن، وفي الخلاف البرهان وهو مشتمل على قريب من ألف مسألة خلافية، والأوساط، والمختصر الّذي سار في الآفاق والأقطار الملقب بالاصطلام ورد فيه على أبى زيد الدبوسي وأجاب عن الأسرار التي جمعها، وكان فقيها مناظرا، فانتقل بالحجاز في سنة اثنتين وستين وأربعمائة إلى مذهب الشافعيّ رحمه الله وأخفى ذلك، وما أظهره إلى أن وصل إلى مرو، وجرى له [3] في الانتقال محن ومخاصمات، وثبت على ذلك ونصر ما اختاره، [4] وكان مجالس وعظه كثير النكت [4] والفوائد، سمع الحديث الكثير في صغره وكبره، وانتشرت عنه الرواية، وكثر أصحابه وتلامذته، وشاع ذكره، سمع بمرو أباه وأبا غانم أحمد بن على بن الحسين الكراعي وأبا بكر محمد بن عبد الصمد الترابي المعروف بابن أبى الهيثم وجماعة كثيرة بخراسان والجرجان والحجاز،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015