على بن محمد بن عبد الجبار السمعاني [الحنفي-[1]] فكان إماما فاضلا عالما ظريفا كثير المحفوظ، خرج إلى كرمان وحظي عند ملكها، وصاهر الوزير بها ورزق الأولاد، وكان قد سمع مع والده من شيوخه، ولما انتقل أخوه جدنا الإمام أبو المظفر من مذهب أبى حنيفة إلى مذهب الشافعيّ رحمهما الله حجره [2] أخوه أبو القاسم وأظهر الكراهة وقال: خالفت مذهب الوالد وانتقلت عن مذهبه! فكتب كتابا إلى أخيه وقال: ما تركت المذهب الّذي كان عليه والدي رحمه الله في الأصول بل انتقلت عن مذهب القدرية فان أهل مرو صاروا في أصول اعتقادهم إلى رأى أهل القدر، وصنف كتابا يزيد على عشرين جزءا في الرد على القدرية وهداه إليه فرضى عنه وطاب قلبه ونفّذ ابنه أبا العلاء على بن على السمعاني إليه للتفقه عليه، فأقام عنده مدة يتعلم ويتدرس الفقه، وسمع الحديث من أبى الخير محمد ابن موسى بن عبد الله الصفار المعروف بابن أبى عمران رواية صحيح البخاري عن أبى الهيثم الكشميهني ورجع إلى كرمان، ولما مات والده فوض إليه ما كان إلى والده من المدرسة وغيرها، ورزق أبو العلاء الأولاد، وإلى الساعة له بكرمان ونواحيها أولاد فضلاء علماء وجدنا الإمام أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني، إمام عصره بلا مدافعة، وعديم النظير في وقته [3] ، ولا أقدر على [4] أن أصف بعض مناقبه، ومن طالع تصانيفه