وخربت هذه البلدة، ثم بناها المعتصم لما ضاق [1] بغداد عن عسكره، وكان إذا ركب يموت جماعة من الصبيان والعميان والضعفاء لازدحام الخيل وضغطها [2] ووطئها [3] ، فاجتمع أهل الخير على باب المعتصم وقالوا: إما أن تخرج من بغداد فان الناس قد تأذوا بعسكرك أو نحاربك! فقال: كيف تحاربونى؟ قالوا: نحاربك بسهام السحر- يعنى الدعاء [4] ، فقال المعتصم: لا طاقة لي بذلك! وخرج من بغداد وبنى سرمن رأى وسكنها [5] ، وكان الخلفاء بعده يسكنونها إلى أن انتقلوا [6] بعد ذلك إلى بغداد [7] ، والساعة قد خرب أكثرها ولم يبق بها إلا جمع يسير [8] ، منها أبو العباس محمد بن أحمد بن هارون الدقاق السامري، حدث عن محمد بن عبد الله المخرمي [9] وعباس بن عبد الله الترقفي [10] ، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وذكر أنه سمع منه بسر من رأى