والله يرحمه وأما الحيريّ المنسوب إلى حيرة الكوفة التي ورد ذكرها في الحديث [كعب بن عدي الحيريّ، له صحبة، روى حديثه عمرو بن الحارث عن ناعم بن أجيل عن [1] كعب بن عدي الحيريّ وذكرها [2] رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم-[3]] ، وإنما سميت الحيرة بهذا الاسم أن الله تعالى أوحى إلى برخيا بن أختيا بن زربابل بن شلثيل [4] وهو الّذي [سميت-[5]] الطفشيل [6] [به-[5]] كانت تجعل [له-[7]] وكان من ولد يهوذا بن يعقوب- أن ائت نصر فمره أن يغزو العرب الذين لا أغلاق لبيوتهم ولا أبواب، وأعلمه كفرهم واتخاذهم الآلهة دوني وتكذيبهم أنبيائى فأقبل برخيا من نجران حتى قدم [8] على نصر وهو ببابل فأخبره بما أوحى الله إليه وذلك في زمن معد بن عدنان، فوثب نصر على من كان في بلاده من تجار العرب وكانوا يقدمون عليهم بالتجارات ويمتارون من عندهم الحب والتمر والثياب فجمع من ظفر به منهم فبنى لهم حيرا على النجف وحصّنه ثم ضمهم فيه وكل بهم