الأسقف وبالساحة السماوية مفروشة بالبلاط السُّلَيْمَانِي الَّذِي رُؤْيَته من الْعَجَائِب لكبره وهيئته وبجوار قبر الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام من دَاخل الْبناء الْمَعْقُود سفل الأَرْض مغارة تعرف بالسرادب بداخلها بَاب لطيف يَنْتَهِي إِلَى الْمِنْبَر وَقد نزل إِلَيْهِ بعض الخدام من مُدَّة قريبَة نَحْو السّنة لسَبَب أوجب ذَلِك وَهُوَ إِن شخصا معتوه من الْفُقَرَاء سقط فِيهِ فَنزل إِلَيْهِ جمَاعَة من الخدام ودخلوا من هَذَا الْبَاب فَانْتهى بهم الْحَال إِلَى الْمِنْبَر تَحت الْقبَّة الَّتِي عل عمد الرخام بجوار بَيت الخطابة وَأَخْبرنِي الَّذِي نزل أَنه عاين سلما من حجر عدته خَمْسَة عشر دَرَجَة مَبْنِيّ عِنْد آخر هَذَا المغارة من جِهَة الْقبْلَة وَقد سد بِالْبِنَاءِ من آخِره فَالظَّاهِر إِن هَذَا الْبَاب كَانَ عِنْد الْمِنْبَر مِنْهُ يتَوَصَّل إِلَى السراداب وبظاهر السُّور السُّور السُّلَيْمَانِي من جِهَة الشرق مَسْجِد فِي غَايَة الْحسن وَبَين السُّور السُّلَيْمَانِي وَهَذَا الْمَسْجِد الدهليز وَهُوَ مَعْقُود مستطيل عَلَيْهِ الآبهة وَالْوَقار وَالَّذِي عمر هَذَا الدهليز وَالْمَسْجِد الْأَمِير أَبُو سعيد سنجر الجاولي نَاظر الْحَرَمَيْنِ الشريفين ونائب السلطنة فَعرف هَذَا الْمَسْجِد بالجاولية وَهُوَ من الْعَجَائِب قطع فِي جبل وَيُقَال إِنَّه كَانَ مَقْبرَة يهود عل هَذَا الْجَبَل فَقَطعه الجاولي وجوفه وَبنى السّقف عَلَيْهِ الْقبَّة وَهُوَ مُرْتَفع عل اثْنَي عشر سَارِيَة قَائِمَة فيوسطه وقرش أَرض الْمَسْجِد حيطانه وسوارية بالرخام وَعمل شبابيك حَدِيد على آخِره من جِهَة الغرب وَهَذَا لمَسْجِد طوله من البلة بشام ثَلَاثَة وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَعرضه شرقاً بغرب خَمْسَة وَعِشْرُونَ ذِرَاعا بِذِرَاع الْعَمَل وَكَانَ الِابْتِدَاء فِي عمَارَة هَذَا الْمَسْجِد فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وانتهت الْعِمَارَة فِي ربيع الآخر سنة عشْرين وَسَبْعمائة فِي دولة الْملك نَاصِر مُحَمَّد بن قلاوون ومكتوب فِي حَائِطه أَن سنجر عمر ذَلِك من خَالص مَاله وَلم ينْفق شَيْئا من مَال الْحَرَمَيْنِ الشريفين وبجوار الْمَسْجِد الجاولي من جِهَة الْقبْلَة المطبخ الَّذِي يعْمل فِيهِ الدشيشة