عشر مَدِينَة سَمَّاهَا كلهَا بالإسكندرية وَلما مَاتَ عرض الْملك بعده على انه فَأبى وَاخْتَارَ النّسك وَالْعِبَادَة وَكَانَت مُدَّة تملكه اثْنَتَيْ عشر سنة وَقيل ثَلَاثَة عشر سنة وَقيل أَرْبَعَة عشر سنة وَكَانَ عمره سِتا وَثَلَاثِينَ سنة بالِاتِّفَاقِ وَالله اعْلَم (ذكر بِنَاء سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام الحير الَّذِي عل المغارة بِوَحْي من الله تَعَالَى) رُوِيَ أَن سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام لما فرغ من بِنَاء بَيت الْمُقَدّس أُوحِي الله تَعَالَى إِلَيْهِ يَا بن دَاوُد ابْن عل قبر خَلِيل يحيراً حَتَّى يكون لمن يَأْتِي من بعْدك لكَي يعرف فَخرج سُلَيْمَان وَبَنُو إِسْرَائِيل من بَيت الْمُقَدّس حَتَّى قدم أَرض كنعان وَطَاف فَلم يصبهُ فَرجع إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأُوحي الله تَعَالَى إِلَيْهِ يَا سُلَيْمَان خَالَفت أَمْرِي فَقَالَ يَا رب قد بِعني الْموضع فأوح الله إِلَيْهِ امْضِ فَإنَّك ترى نورا من السَّمَاء إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ مَوضِع قبر خليلي إِبْرَاهِيم فَخرج سُلَيْمَان مرّة ثَانِيَة فَنظر وَأمر الْجِنّ فبنوا فِي الْموضع الَّذِي يُقَال لَهُ الرامة وَهُوَ بِالْقربِ من مَدِينَة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام من جِهَة الشمَال قبلي قَرْيَة حلحول الَّتِي بهَا قبر يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام فَأوحى الله تعال إِلَيْهِ إِن هَذَا لَيْسَ هُوَ الْموضع وَلَكِن انْظُر إِلَى النُّور المتدلي من السَّمَاء إِلَى الأَرْض فَابْن فَخرج سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وَنظر فَإِذا النُّور عل بقْعَة من بقاع حبرون فَعلم إِن ذَلِك هُوَ الْمَقْصُود فَبنِي الحير عل الْبقْعَة وَسَنذكر وصف هَذَا الْبناء وذرعه طولا وعرضاً بعد أَن شَاءَ الله تَعَالَى وَيَأْتِي ذكر مَا مضى من تَارِيخ بِنَاء سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام مَسْجِد بَيت الْمُقَدّس فِي علم مِنْهُ تَارِيخ بِنَاء الحير على مقَام سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام