الْأَمِير جَان بلاط اعتنى بِأَهْل بَيت الْمُقَدّس وتلطف بهم فَلم يَقع فيهم الافحاش كَمَا تقدم فِي زمن دقماق النَّائِب وَكَانَ الزَّيْت المرسوم برميه على أهل الْقُدس وبلد الْخَلِيل ألف وَخَمْسمِائة قِنْطَار من ذَلِك مائَة وَسِتُّونَ قِنْطَارًا مُخْتَصَّة بِأَهْل بلد الْخَلِيل وَالْبَاقِي على أهل الْقُدس وَرمى على أهل غَزَّة ألف قِنْطَار ثمَّ رمى على أهل الرملة جانبا من الزَّيْت وضيق عَلَيْهِم بِالضَّرْبِ وَالْحَبْس وسافر السيفي قانصوه من مَدِينَة الْقُدس صُحْبَة النَّائِب بِالْمَالِ الْمَقْبُوض بعد صَلَاة الْجُمُعَة الْعشْرين من ربيع الآخر بعد إِقَامَته بهَا اربعين يَوْمًا وَحضر الى الامير اقبردي الدوادار الْكَبِير النواب والأمراء الى الرملة من طرابلس وحماه وصفد والبيرة واهدي اليه من الْأَمْوَال والمواشي ثمَّ جهز إِلَيْهِ ملك الامراء قانصوه اليحياوي كافل المملكة الشامية والأمير يُونُس حَاجِب الْحجاب بِالشَّام وَغَيرهَا وَحضر الْأَمِير قانصوه اليحياوي ال الْقُدس الشريف لقصد الزِّيَارَة وَنزل فِي تربته الَّتِي انشأها بِظَاهِر بَاب الاسباط فِي عَشِيَّة يَوْم الْخَمِيس رَابِع جمادي الأولى وَتوجه من الْقُدس الشريف فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد سَابِع الشَّهْر الى دمشق وَتوجه الْأَمِير اقبردي الدودار الْكَبِير من الرملة لجِهَة الغو لقِتَال الْعَرَب وَتوجه اليه الْأَمِير جَان بلاط لجِهَة الْقُدس فِي بكرَة يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن جمادي الأولى وَتوجه الى بِلَاد حوران وَأَذْرعَات وَغَيرهمَا وَحصل لَهُ من الموال والمواشي مَالا يُحْصى كَثْرَة وَحضر اليه عَامر بن مقلد شيخ الْعَرَب فَقبض عَلَيْهِ وَحضر الى مَدِينَة الرملة فِي يَوْم السبت تَاسِع عشر شهر جمادي الْآخِرَة وَتوجه مِنْهَا قَاصِدا الديار المصرية فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشري جمادي الْآخِرَة وصحبته من الْمَوَاشِي مَالا يُحْصى كَثْرَة فَهَلَك مِنْهَا فِي الطَّرِيق غالبها وَلم يصل مَعَه مِنْهَا الى الْقَاهِرَة إِلَّا الْأَقَل وفيهَا اسْتَقر القَاضِي كَمَال الدّين ابو البركات مُحَمَّد بن الشَّيْخ خَليفَة الْمَالِكِي فِي وَظِيفَة