وفيهَا فِي شهر صفر اسْتَقر الْأَمِير دقماق دوادار اينال الاشقر فِي نظر الْحَرَمَيْنِ الشريفين ونيابة السلطنة بالقدس الشريف وبلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام ببذل عشرَة آلَاف دِينَار للخزائن الشَّرِيفَة غير مَا تكلفه لأركان الدولة وَحضر متسلمه طرباي الى الْقُدس فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري صفر وَكَانَ ذَلِك من أقبح الْأُمُور وأبشعها فَإِن نَاظر الْحَرَمَيْنِ الامير نَاصِر الدّين بن النشاشيبي كَانَ من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح فأبدل بظالم فَاجر وَهُوَ - كَمَا قيل - لاذات وَلَا أدوات وفيهَا قطع السماط الْكَرِيم بِحَضْرَة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام من أول السّنة الى عشري جمادي الأولى ثمَّ عمل من الشّعير وَلم يعلم انه قطع مثل ذَلِك فِي تقادم السنين فَالْحكم لله العلمي الْكَبِير وفيهَا أنعم السُّلْطَان على القَاضِي فَخر الدّين بن نسيبة بِالرِّضَا والبس خلعة من الحضرة الشَّرِيفَة وَأذن لَهُ فيا لتوجه الى مَحل وَطنه بالقدس الشريف فسافر هُوَ والأمير دقمقا نَاظر الْحَرَمَيْنِ ونائب السطنة وصحبتهما جمَاعَة المباشرين وَتوجه النَّاس للقائهم من الْقُدس الشريف الى مَدِينَة غَزَّة ودخلوا الى الرملة فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر جمادي الأولى وفيهَا حضر الْأَمِير أقبردي الدوادار الْكَبِير وصحبته القَاضِي زين الدّين ابْن مزهر كَاتب السِّرّ الشريف من الْقَاهِرَة المحروسة الى جِهَة نابلس لتجهيز الرِّجَال للتجريدة لقِتَال بايزيد خَان بن عُثْمَان خَان فوصلا الى الرملة فِي يَوْم السبت حادي عشري جمادي الاولى وَكَانَ الْأَمِير دقماق وَالْقَاضِي فَخر الدّين بن نسيبة بالرملة قبل توجهما الى الْقُدس فاجتمعا بِالْمُشَارِ اليهما وَحضر اعيان بَيت الْمُقَدّس للقاء القَاضِي كَاتب السِّرّ والدوادار الْكَبِير بالرملة مِنْهُم شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف وَشَيخ الاسلام النجمي ابْن جمَاعَة والقضاة والاعيان وتسلم الامير دقماق وَالْقَاضِي فَخر الدّين من مَال الخزائن الشَّرِيفَة الْوَارِد عَليّ يَد الْأَمِير الدوادار الْكَبِير خَمْسَة آلَاف دِينَار ليصرفا ذَلِك على الرِّجَال المعينين من