والطبلخانات واقيمت الغوغاء عَلَيْهِ وَاسْتمرّ الْأَمر على ذَلِك أَكثر من عشرَة أَيَّام وَكَانَت أَيَّامًا مهولة مزعجة ثمَّ كتب الْجَواب للسُّلْطَان بِمَا صدر مِنْهُ من الْكَشْف على النَّائِب وَمَا هُوَ مرتكبه من الظُّلم وَسُوء السِّيرَة وَكتب الْعلمَاء والقضاة بالمدينتين على الْمحْضر ليحضر على السُّلْطَان وَمِمَّا وَقع ان القَاضِي الْمَالِكِي بالقدس الشريف شرف الدّين يحيى المغربي الاندلسي كَانَ فِي بَاطِن الامر يساعد النَّائِب ويلطف امْرَهْ فَلَمَّا وَقع الْكَشْف ورد على نَاظر الْحَرَمَيْنِ الامير نَاصِر الدّين بن النشاشيبي مطالعة الْمقر الزيني ابي بكر بن مزهر كَاتب السِّرّ الشريف يُعلمهُ انه وصل بالمسامع الشَّرِيفَة ان القَاضِي الْمَالِكِي بالقدس كَانَت سيرته اولا حَسَنَة وَكَانَ يُبَاشر بعفة ثمَّ ساءت سيرته وَشرع يَأْخُذ الرِّشْوَة وَقد اقْتَضَت الآراء الشَّرِيفَة عَزله وَمنعه من تعَاطِي الاحكام الشَّرْعِيَّة فالمخدوم يُعلمهُ بذلك ويمنعه من تعَاطِي الاحكام مؤرخ فِي اواخر ذِي الْقعدَة فَلَمَّا وصلت المطالعة لناظر الْحَرَمَيْنِ كتم امرها حَتَّى يفرغ أَمر الْكَشْف على انائب ثمَّ يتتلطف فِي عود الْجَواب عَن القَاضِي وَالسَّعْي فِي استمراره على عَادَته فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم الاحد سادس عشر شهر ذِي الْحجَّة عقد مجْلِس للكشف بِالْمَدْرَسَةِ العثمانية وَجلسَ الامير تغرى ورمش وناظر الْحَرَمَيْنِ وَشَيخ الاسلام الكمالي وَشَيخ الاسلام النجمي والقضاة وَمن جُمْلَتهمْ الْمَالِكِي فَأذن الْعَصْر فَقَامَ القَاضِي الْمَالِكِي يُصَلِّي وَالنَّاس جالسون خَلفه فَوَقع كَلَام من النَّاظر عرض فِيهِ بِذكر القَاضِي الْمَالِكِي وانه يساعد النَّائِب فِي أمره وانه يَأْخُذ الرِّشْوَة وَكَانَ القَاضِي الْمَالِكِي حِين تكلم النَّاظر فِي صلب الصَّلَاة فَسمع كَلَامه فَلَمَّا فرغ من الصَّلَاة وَجه خطابه للأمير تغرى ورمش وَقَالَ لَهُ يَا خوند إِن كَانَ هَذَا الرجل ينسبني لأخذ الرِّشْوَة على الاحكام فَهُوَ يَأْخُذهَا على الاوقاف فانتشر الْكَلَام بَينهمَا وَأخذ شيخ الاسلام الكمالي ينتصر للنَّاظِر وانتهر القَاضِي وَقَالَ لب