قَضَاء الْمَالِكِيَّة بالقدس الشريف عوضا عَن القَاضِي نور الدّين البدرشي وَكَانَت ولَايَته مستهل شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَاسْتمرّ بِالْقَاهِرَةِ بعد الْولَايَة سنة واربعة اشهر الى ان حضر فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَدخل الى الْقُدس بخلعة السُّلْطَان وَقُرِئَ توقيعه بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ يَوْمًا حافلا (ذكر إِعَادَة كَنِيسَة الْيَهُود) لما جرى مَا تقدم ذكره من هدم الْكَنِيسَة بالقدس الشريف وَحُصُول المحنة للْمُسلمين من الْعلمَاء وَغَيرهم شرع الْيَهُود فِي السَّعْي فِي إِعَادَة الْكَنِيسَة وتمسكوا بِمَا مَعَهم من الْفَتَاوَى بِجَوَاز إِعَادَتهَا وتشفعوا للسُّلْطَان بِمن لَهُم بهم اعتناء وَكَانَ اعظم المساعدين لَهُم يشبك الدوادار الْكَبِير بِمَال بذلوه وَلم يعلم السُّلْطَان بِشَيْء من ذَلِك فَلم يزل يشبك يسْعَى عِنْد السُّلْطَان الى ان رسم باعادتها بالاتها الْقَدِيمَة وَعين قاضيين من خلفاء الحكم بالديار المصرية وهما القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد الحزمي الشَّافِعِي الْمَشْهُور بِابْن جبيلات وَالْقَاضِي عَلَاء الدّين عَليّ الْمَيْمُونِيّ الْحَنَفِيّ فَحَضَرَ الى الْقُدس الشريف فِي يَوْم الاربعاء عشري ربيع الآخر وَعقد مجْلِس بقبة مُوسَى حَضَره قُضَاة الْقُدس الشريف الاربعة وَمن حضر من قُضَاة الْقَاهِرَة وَقُرِئَ المرسوم الشريف الْوَارِد بِمَعْنى ذَلِك فقضاة الْقُدس لم يحصل مِنْهُم مُعَارضَة وَلَا اذن واسندوا الامر الى من حضر من الْقَاهِرَة فَأذن القَاضِي الْمَيْمُونِيّ عَلَاء الدّين الْحَنَفِيّ للْيَهُود فِي إِعَادَة الْكَنِيسَة بالاتها الْقَدِيمَة وشرعوا فِي بنائها فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشري ربيع الآخر سنة 110 هـ وَكَانَ القَاضِي شهَاب الدّين بن جبيلات حصل لَهُ توعك بالقدس فبادر الى الرُّجُوع الى الْقَاهِرَة قبل اتهاء أَمر الْكَنِيسَة وَلم يتَكَلَّم فِي أمرهَا بِشَيْء واستغفر الله تَعَالَى مِمَّا وَقع مِنْهُ من السّفر فِي هَذِه الْحَادِثَة وَحكي لي بِالْقَاهِرَةِ ان السَّبَب فِي رُجُوعه من الْقُدس بِسُرْعَة وَعدم تكَلمه فِي أَمر الْكَنِيسَة انه لما حصل لَهُ