ثمَّ فِي نَهَار الِاثْنَيْنِ ارْبَعْ ربيع الأول البس التشريف من ظَاهر الْبَلَد وَقُرِئَ توقيعه فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن ربيع الأول بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَفِي نَهَار الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الاول توجه القَاضِي فَخر الدّين بن نسيبة الى الْقَاهِرَة مَطْلُوبا وفيهَا فِي اُحْدُ الربعين توفّي الْأَمِير خير بك الظَّاهِرِيّ الخشقدمي الَّذِي تسلطن لَيْلَة وَاحِدَة من غير عهد وَلَا مبايعة وَكَانَ قدومه من مَكَّة فِي أول سنة ثَمَان وَسبعين وَاسْتمرّ الى ان توفّي فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور بِالْمَدْرَسَةِ الخاتونية وَدفن بالقلندرية بماملا وفيهَا فِي شهر ربيع الآخر ورد مرسوم السُّلْطَان الى نَاظر الْحَرَمَيْنِ نَاصِر الدّين ابْن النشاشيبي وَنَظِيره للأمير جقمق نَائِب السلطنة مَضْمُون كل مِنْهُمَا انه اتَّصل بمسامعنا الشَّرِيفَة ان بعض الْفُقَرَاء بالقدس الشريف كتب كتابا الى الْقَاهِرَة يذكر فِيهِ أَن كَنِيسَة الْيَهُود بالقدس الشريف محدثة وان عُلَمَاء الاسلام افتوا بِعَدَمِ ابقائها وان الْيَهُود قَامُوا بمبلغ لَهُ صُورَة للخزائن الشريفه حَتَّى مكنوا من كنيستهم وَالدُّخُول اليها بِسَبَب مَا بذلوه من المَال للخزائن الشَّرِيفَة فعز ذَلِك على خواطرنا الشَّرِيفَة ومرسومنا ان يتَقَدَّم الْمجْلس بتحرير هَذَا الْأَمر وَمن تكلم بِهِ وتجهيز القَاضِي الشَّافِعِي وَالشُّهُود الَّذين شهدُوا فِيهَا الى الابواب الشَّرِيفَة لنَنْظُر فِي ذَلِك وأحضر كل من المرسومين على يَد بشير السَّاعِي فعقد مجْلِس بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى على المسطبة الكائنة عِنْد بَاب جَامع المغاربة وَكَانَ إِذْ ذَاك عَلَيْهَا شَجَرَة ميس فَقلعت وَنبت مَكَانهَا الْآن شجرتين وَحضر بِالْمَجْلِسِ نَاظر الْحَرَمَيْنِ ونائب السلطنة وَشَيخ الصلاحية نجم الدّين بن جمَاعَة وَالشَّيْخ برهَان الدّين الانصاري وَالْقَاضِي الشَّافِعِي شهَاب الدّين بن عبيه وَالْقَاضِي الْحَنَفِيّ شمس الدّين الديري وَجمع من الْفُقَهَاء وَكنت حَاضرا ذَلِك الْمجْلس وَطلب جمَاعَة من مَشَايِخ الصُّوفِيَّة مِنْهُم الشَّيْخ مُوسَى بن الصَّامِت وَغَيره وسئلوا عَن هَذَا الْكتاب