وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَائِما فِي هَذِه الْحَادِثَة وَجمع من الْفُقَهَاء والاعيان وَالْخَاص وَالْعَام وَكَانَ يَوْمًا مشهودا فقرئ المرسوم الشريف ثمَّ فتح الْمحْضر وَقُرِئَ مَا كتب على ظَاهره بالديار المصرية وَقَول الْعلمَاء بهَا أَن الْمَنْع الصَّادِر من الْحَاكِم الشَّافِعِي بالقدس الشريف لَيْسَ بكاف فِي رفع الْيَد فَلَمَّا سمع القَاضِي شهَاب الدّين بن عبيه هَذَا اللَّفْظ انتهر الْيَهُود وَكَانُوا قد دخلُوا الى الْمَسْجِد باذن لَهُم فِي ذَلِك ووقفوا فِي الْحلقَة بَين الْمُسلمين وَقَالَ القَاضِي اما قَول عُلَمَاء مصر ان هَذَا الْمَنْع لَيْسَ بكاف فِي رفع الْيَد فَأَنا مُوَافق على ذَلِك أَنا مَا رفعت ايديهم عَنْهَا وَإِنَّمَا منعتهم من اتخاذها كَنِيسَة وَهِي مستمرة فِي أَيْديهم وأذنت لَهُم ان يتصرفوا فِيهَا حانوتا وصمم على ذَلِك وَمن جملَة لَفظه أَنا منعتهم من اتخاذها كَنِيسَة وَأَنا بَاقٍ على هَذَا الْمَنْع الى ان القى الله وأحضر الشُّهُود بِالْمَجْلِسِ وهم الشَّيْخ ابو الْعَزْم بن الحلاوي وشمس الدّين مُحَمَّد بن نَاصِر الصبان وناصر الدّين مُحَمَّد بن الدِّمَشْقِي وَعلي بن نصير الْبَنَّا وخليل بن عليان وَغَيرهم وشهدوا عِنْد القَاضِي الشَّافِعِي ان الْكَنِيسَة محدثة فِي دَار الاسلام وَأشْهد عَلَيْهِ القَاضِي مرّة ثَانِيَة أَنه منع الْيَهُود من اتخاذها كَنِيسَة وَكتب الْجَواب للسُّلْطَان بذلك وَتوجه القاصد من الْقُدس الشريف بِالْجَوَابِ وَكَانَ ذَلِك فِي شهر ذِي الْقعدَة الْحَرَام وَتَأْتِي تَتِمَّة هَذِه الْحَادِثَة فِي السّنة الْآتِيَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى وفيهَا فِي الشَّهْر الْمَذْكُور وَهُوَ شهر ذِي الْقعدَة الْحَرَام توفّي الشَّيْخ زين الدّين ابو البركات بن غَانِم شيخ الخانقاه الصلاحية وَاسْتقر بعده فِي نصف مشيخة الخانقاه الصلاحية القَاضِي برهَان الدّين بن ثَابت وَكيل الْمقَام الشريف وَورد الى الْقُدس الشريف مرسوم السُّلْطَان فَحَضَرَ بالخانقاه الصلاحية نَاظر الْحَرَمَيْنِ ونائب السلطنة وَالْقَاضِي الشَّافِعِي والحنفي وَقُرِئَ المرسوم الشريف بعد فرَاغ الْمحْضر مَضْمُونَة ان الصَّدقَات الشَّرِيفَة شملت القَاضِي برهَان الدّين بن ثَابت