الانس الجليل (صفحة 724)

يَقُول اللَّهُمَّ خلص حَقي عَاجلا فَإِنِّي لَا أَصْبِر إِلَى الْآخِرَة لَا أَصْبِر الى الْآخِرَة لَا اصبر الى الْآخِرَة كررها ثَلَاثًا ثمَّ اسْتَيْقَظَ من نَومه فَأَخْبَرته زَوجته بِمَا سَمِعت مِنْهُ فصدقها على أَنه تكلم بذلك فِي رُؤْيا رَآهَا فَفِي صَبِيحَة تِلْكَ اللَّيْلَة ورد الْخَبَر الى الْقُدس بهلاكه بغزة فسبحان قاصم الْجَبَابِرَة ثمَّ توجه اهل الْخَلِيل الى حَضْرَة السُّلْطَان وَلم يحصل لَهُم إِلَّا الْخَيْر ببركة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وعادوا الى أوطانهم وتراجع أَمر مَدِينَة الْخَلِيل الى الْعِمَارَة وَصلح حَالهَا وَللَّه الْحَمد (وَاقعَة كَنِيسَة الْيَهُود) وفيهَا وَقعت حَادِثَة بالقدس الشريف وَهِي ان بحارة الْيَهُود مَسْجِدا للْمُسلمين عَلَيْهِ مَنَارَة وَهُوَ بلصق كَنِيسَة الْيَهُود من جِهَة الْقبْلَة ويتوصل الى الْمَسْجِد من زقاق مستطيل من جِهَة الْقبْلَة وبجوار الْمَسْجِد من جِهَة الغرب دَار من جملَة اوقاف الْيَهُود فَوَقع الْمَطَر فِي زمن الشتَاء وَلَعَلَّه فِي شهر جمادي الاخرة فهدمت الدَّار الْمَذْكُورَة فكشف بَاب الْمَسْجِد من جِهَة الشَّارِع المسلوك فقصد الْمُسلمُونَ الِاسْتِيلَاء على الدَّار المنهدمة وَأَن يكون الاستطراق الى الْمَسْجِد مِنْهَا لكَونهَا على الشَّارِع المسلوك فَيكون أقرب للمصلين من الاستطراق من ذَلِك الزقاق القبلي لبعده بِالنِّسْبَةِ الى هَذَا الْمَكَان فَامْتنعَ الْيَهُود من ذَلِك وَرفعُوا أَمرهم للقضاة واظهروا من ايديهم الْمُسْتَند الشَّاهِد لَهُم باستحقاقهم للدَّار الْمَذْكُورَة واتصل ثُبُوته بحكام الشَّرِيعَة فنازعهم السملمون فِي ذَلِك وَزَعَمُوا ان الدَّار الْمَذْكُورَة من حُقُوق الْمَسْجِد وانْتهى الْحَال الى ان الْقُضَاة توجهوا بِأَنْفسِهِم لكشف ذَلِك وتحريره فجلسوا بِالْمَسْجِدِ الْمَذْكُور وهم القَاضِي شهَاب بن عبيه الشَّافِعِي وَالْقَاضِي خير الدّين بن عمرَان الْحَنَفِيّ وَالْقَاضِي كَمَال الدّين النابلسي الْحَنْبَلِيّ وَكنت حَاضرا ذَلِك الْمجْلس فحرر أَمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015