وَفِي هَذِه الْقرْيَة ضِيَافَة دائمة وطباخ وخباز وخدام مرتبون وهم يقدمُونَ العدس بالزيت لكل من يَأْتِي ويحضر عِنْدهم من الْفُقَرَاء وَيدْفَع إِلَى الْأَغْنِيَاء إِذا أخذُوا حُكيَ الْملك الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل صَاحب حماة فِي تَارِيخه فِي وقائع سنة ثَلَاثَة عشر وَخَمْسمِائة إِن فِي تِلْكَ السّنة ظهر قبر إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وقبر ولديه إِسْحَاق وَيَعْقُوب عَلَيْهِمَا السَّلَام أَيْضا بِالْقربِ من بَيت الْمُقَدّس ورآهم كثير من النَّاس لم تبل أَجْسَادهم وَعِنْدهم فِي المغارة قناديل من ذهب وَفِضة وَلم يذكر كَيفَ كَانَ ظُهُور ذَلِك وَفِيه أشكال لِأَن فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور كَانَ بَيت الْمُقَدّس وبلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي يَد الإفرنج وَلَيْسَ للْمُسلمين عَلَيْهَا تكلم وَلَا أعلم هَل كَانَت الإفرنج يُمكن الْمُسلمين من الْبِلَاد حِين استيلائهم عَلَيْهَا؟ وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال (ذكر ختانه وتسروله عَلَيْهِ السَّلَام وشيبته) روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه قَالَ اختتن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة بالقدوم - وَهُوَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد - وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه قَالَ ربط إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام غرلته وَجَمعهَا إِلَيْهِ وحد قدومه وَضرب عَلَيْهِ بعمود كَانَ مَعَه فندرت بَين يَدَيْهِ بِلَا ألم وَلَا دم وختن إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة وختن إِسْحَاق وَهُوَ ابْن سَبْعَة أَيَّام وَعَن عِكْرِمَة إِنَّه اخنتن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة فَأوحى الله تعال إِلَيْهِ إِنَّك قد أكملت إيمانك إِلَّا بضعَة من جسدك فالقها فختن نَفسه بالفاس , وَسبب ختانه إِنَّه أَمر بِقِتَال العمالقة فَقَاتلهُمْ فَقتل خلق كثير من الْفَرِيقَيْنِ فَلم يعرف إِبْرَاهِيم أَصْحَابه ليدفنهم فَأمر بالختان ليَكُون عَلامَة للْمُسلمِ وختن نَفسه بالقدوم