الانس الجليل (صفحة 68)

ورسولا إِلَى عباده رأى النمرود فِي مَنَامه كَأَن كوكباً قد طلع فَذهب بضوء الشَّمْس وَالْقَمَر حَتَّى لم يبْق لَهما ضوء فَفَزعَ لذَلِك فَزعًا شَدِيدا وَجمع السَّحَرَة والكهنة وسألهم عَن ذَلِك فَقَالُوا لَهُ هُوَ مَوْلُود يُولد فِي ناحيتك هَذِه السّنة وَيكون هلاكك وَذَهَاب ملكك على يَده وَيُقَال إِنَّهُم وجدوا ذَلِك فِي كتب الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام وَكَانَت الْمُلُوك الَّذين ملكوا الأَرْض أَرْبَعَة مُؤْمِنَانِ وهما سُلَيْمَان بن دَاوُد وَذُو القرنين وَكَافِرَانِ وهما نمروذ وبخت نصر فنمروذ هُوَ ابْن كنعان بن كوش بن سَام بن نوح وَهُوَ أول من وضع التَّاج على رَأسه وتجبر فِي الأَرْض ودعا النَّاس إِلَى عِبَادَته فَلَمَّا أخبر نمروذ بذلك أَمر بِذبح كل غُلَام بِولد فِي تِلْكَ النَّاحِيَة تِلْكَ السّنة وَأمر بعزل الرِّجَال عَن النِّسَاء وَجعل على كل حَامِل أَمينا فَكَانَت الْحَامِل إِذا وضعت حملهَا فَإِن كَانَ ذكرا ذبحه وَقيل انه حبس جَمِيع الْحَوَامِل إِلَّا مَا كَانَ من أم إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ لم يعلم حملهَا وعميت عَنْهَا الْأَبْصَار وَخرج نمروذ يجمع الرِّجَال إِلَى المعسكر ونحاهم عَن النِّسَاء كل ذَلِك تخوفاً من ذَلِك الْمَوْلُود الَّذِي أخبر بِهِ وَقيل أَن نمروذ لما خرج بعسكره بَدَت لَهُ حَاجَة فِي الْمَدِينَة لم يَأْمَن عَلَيْهَا أحدا من قومه سوى آزر وَذَلِكَ قبل حمل أم إِبْرَاهِيم بِهِ فَبعث إِلَى آزر وَأسر لَهُ حَاجته وَقَالَ لَهُ أما إِنِّي لم أَبْعَثك إِلَّا لِثِقَتِي بك فأقسمت عَلَيْك أَن لَا تَدْنُو من أهلك فَقَالَ آزر أَنا أشح على ديني مِنْك ثمَّ دخل آزر الْمَدِينَة وَقضى حَاجته ثمَّ بدا لَهُ الدُّخُول على أَهله لرؤية حَالهم واصلاح شانهم فَلَمَّا دخل الدَّار وَاجْتمعَ بأَهْله حكم عَلَيْهِ نُفُوذ الْقدر فنسى مَا الْتزم بِهِ للنمروذ فواقع زَوجته وأسمها نونا وَقيل غير ذَلِك فَحملت بإبراهيم عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا اسْتَقر فِي بَطنهَا تنكست الْأَصْنَام وَظهر نجم إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَله طرفان أَحدهمَا بالمشرق وَالْآخر بالمغرب فَلَمَّا رأى نمروذ ذَلِك النَّجْم تحير وازداد خَوفه وَلما تمّ حمل إِبْرَاهِيم وَجَاء لأمه الطلق أرسل الله تَعَالَى إِلَيْهَا ملكا على أحسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015