الشَّيْخ الْعَالم الْمسند الصَّالح الخاشع الصُّوفِي شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن عَليّ الجعبري الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي شيخ حرم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بقرية الحطمان خَارج بلد الْخَلِيل حِين انجفل النَّاس من تيمورلنك وَنَشَأ بِبَلَد الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَحفظ الْقُرْآن وَمجمع الْبَحْرين فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ تأليف جده وَلبس خرقَة التصوف عَن جمَاعَة وَسمع على شيخ الْقُرَّاء ابْن الْجَزرِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ خلق كثير ونظم وَجمع شَيْئا فِي التصوف وأشتهر بالصلاح وَرُبمَا وَقعت لَهُ كرامات وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَنَشَأ على خير فِيهِ وَصَلَاح وخشوع وَعبادَة وَقُوَّة على مُلَازمَة الصَّلَوَات والاوراد مَعَ السن الطَّوِيل وعسر الطَّرِيق من منزله الى الْمَسْجِد بِحَيْثُ لَا يكَاد تفوته صَلَاة الصُّبْح بِالْمَسْجِدِ وَلَو شتاء وَلَا يفتر من النّظر فِي الْعلم وَكَلَام الصَّالِحين وَلَا يُصَلِّي إِلَّا قَائِما ومتع بحواسه وَحدث بِبَلَدِهِ والقدس الشريف والقاهرة توفّي فِي يَوْم السَّادِس وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَصلي عَلَيْهِ من صبيحته بالْمقَام الخليلي على سكنه الصَّلَاة وَالسَّلَام وَدفن بمقابر الرَّأْس القَاضِي كَمَال الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عمرَان الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي حفظ الْقُرْآن واتقنه على وَالِده وقلد مَذْهَب الشَّافِعِي خلاف وَالِده واخوته وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَنَشَأ وَتزَوج بالقدس الشريف ورزق الْأَوْلَاد ثمَّ فِي سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة استوطن الْقَاهِرَة واتصل بالأمير جَوْهَر الزِّمَام وَحصل لَهُ الْقبُول وَكثر مَاله واتسعت دُنْيَاهُ وَصَارَ مباشرا على الاوقاف المشمولة بِنَظَر الزِّمَام ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى ولي مُبَاشرَة بديوان السُّلْطَان وَارْتَفَعت مَنْزِلَته ثمَّ غضب السُّلْطَان عَلَيْهِ وامتحنه بِالضَّرْبِ وَالْحَبْس فَمَاتَ فِي المحنة فِي الْمحرم سنة تِسْعمائَة الشَّيْخ المعمر شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد الْعمريّ الشَّافِعِي