شكلا حسنا لَهُ مُرُوءَة وَعِنْده سخاء توفّي بالقدس لَيْلَة الثُّلَاثَاء الْعشْرين من شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة الشَّيْخ زين الدّين عبد الرَّحْمَن بن اسحاق الْمقري الشَّافِعِي نزيل الْقُدس الشريف كَانَ من أهل الْفضل واستوطن بَيت الْمُقَدّس دهرا طَويلا وَكَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ وَسيرَته محمودة وَعِنْده تواضع وَدين توفّي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة الشَّيْخ الامام الْعَلامَة أَبُو الْعَزْم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحلاوي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ كَانَ من اهل الْعلم وَالدّين وَهُوَ من تلامذة الشَّيْخ شهَاب الدّين بن ارسلان وكناه بِأبي الْعَزْم فاشتهر بكنيته وَكَانَ لَهُ يَد طولى فِي الْعَرَبيَّة وصنف شرحا على الجرومية وَكَانَ يقرئ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الشريف انْتفع عَلَيْهِ كثير من الْفُقَهَاء بِبَيْت الْمُقَدّس ونابلس وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية فِي زمن شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف وَبعده فِي ولَايَة شيخ الاسلام النجمي بن جمَاعَة وَكَانَ عِنْده قيام فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى وَقعت الْفِتْنَة بِسَبَب كَنِيسَة الْيَهُود بالقدس الشريف وَطلب السُّلْطَان أهل بَيت الْمُقَدّس على مَا سَنذكرُهُ فِيمَا بعد إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ هُوَ بِالْقَاهِرَةِ فاختفى وَتوجه الى الْحجاز الشريف وجاور بِمَكَّة حَتَّى توفّي بهَا فِي شهور سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَكَانَت جنَازَته حافلة قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو زرْعَة مُحَمَّد بن برهَان الدّين بن أبراهيم الزرعي الشَّافِعِي الْمقري أحد جمَاعَة الشَّيْخ شهَاب الدّين بن أرسلان وَهُوَ الَّذِي كناه كَانَ شيخ الْقُرَّاء بِمَدِينَة الرملة وَمن أهل الْعلم ولي قَضَاء الرملة بعد الْخمسين والثمانمائة مُدَّة ثمَّ بَاشر الحكم بهَا نِيَابَة عَن القَاضِي غرس الدّين أخي ابي الْعَبَّاس ثمَّ اشْتغل بِالْقضَاءِ فِي سنة خمس وَسبعين بِولَايَة السَّيِّد الشريف وَكيل السُّلْطَان فَإِنَّهُ كَانَ فوض اليه السُّلْطَان أَمر الْقَضَاء بالمملكة فعزل وَولي بِالشَّام وجلب وَغَيرهمَا وَمن جملَة من ولاه القَاضِي شمس الدّين ابو زرْعَة الْمَذْكُور فاستمر إِلَى سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة