وثبته عشرَة أَذْرع وَطوله مثل ذَلِك وَطول عَصَاهُ مثل ذَلِك وَلم يلْحق سوى عرقوبه فَقتله وَتَركه بموضعه وردم عَلَيْهِ بالصخر والرمل فَكَانَ كالجبل الْعَظِيم فِي صحراء مصر وَقيل غير ذَلِك وَكَانَ بَين أَن أرسل الله مَاء الطوفان وَبَين أَن غاض سِتَّة أشهر وَعشر لَيَال وَكَانَ ركُوب نوح فِي السَّفِينَة فِي مستهل شهر رَجَب وَقيل لعشر لَيَال مَضَت من رَجَب وَكَانَ أَيْضا لعشر لَيَال خلت من آب وَخرج من السَّفِينَة يَوْم عَاشُورَاء من الْمحرم وَكَانَ اسْتِقْرَار السَّفِينَة على الجودي وَهُوَ جبل من أَرض الْموصل وَقد ورد حَدِيث أَن السَّفِينَة طافت بِالْبَيْتِ الْحَرَام أسبوعاً ثمَّ طافت بِبَيْت الْمُقَدّس أسبوعاً ولسنوات على الجودي وَرُوِيَ أَن السَّفِينَة سَارَتْ حَتَّى بلغت بَيت الْمُقَدّس فوقفت ونطقت بِإِذن الله تَعَالَى وَقَالَت يَا نوح هَذَا مَوضِع بَيت الْمُقَدّس الَّذِي يسكنهُ الْأَنْبِيَاء من أولادك وَكَانَ الطوفان بعد هبوط آدم بألفي سنة وَمِائَتَيْنِ واثنين وَأَرْبَعين سنة وَكَانَ لستمائة سنة مَضَت من عمر نوح وَبَين الطوفان وَالْهجْرَة الشَّرِيفَة ثَلَاثَة آلَاف وَتِسْعمِائَة وَأَرْبع وَسَبْعُونَ سنة وَقد مُضِيّ من الْهِجْرَة إِلَى عصرنا تِسْعمائَة سنة كَامِلَة فَيكون الْمَاضِي من الطوفان إِلَى سنة تِسْعمائَة من الْهِجْرَة أَرْبَعَة آلَاف وَثَمَانمِائَة وأربعاً وَسبعين سنة وَالله أعلم وَلما مَضَت ثَلَاثمِائَة وَخَمْسُونَ سنة للطوفان توفى نوح عَلَيْهِ السَّلَام وَله من الْعُمر تِسْعمائَة وَخَمْسُونَ سنة هَكَذَا وَقع فِي كَلَام المؤرخين أَن نوحًا عَاشَ الْقدر الْمَذْكُور فَقَط وَظَاهر الْآيَة الشَّرِيفَة يُخَالِفهُ لِأَنَّهُ يدل على أَنه لبث الْقدر الْمَذْكُور فِي قومه بعد إرْسَاله إِلَيْهِم ينذرهم وَأَن الطوفان وَقع بعد ذَلِك وَقيل أَن عمر نوح ألف وَأَرْبَعمِائَة وَخَمْسُونَ سنة وَهُوَ مُوَافق لِلْآيَةِ قَالَ الله تَعَالَى (وَلَقَد أرسلنَا نوحًا إِلَى قومه فَلبث فيهم ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما فَأَخذهُم الطوفان وَهُوَ ظَالِمُونَ) وَظَاهر الْآيَة الشَّرِيفَة أَنه عَاشَ أَكثر مِمَّا ذكره المؤرخون وَالله أعلم وَنزل عَلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام خمسين مرّة وقبره بكرك نوح وَمن أَوْلَاده