وَكَانَ رجلا خيرا انجمع عَن النَّاس وَضعف بَصَره فِي آخر عمره توفّي بالقدس الشريف فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد التَّمِيمِي الموقت بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الشريف كَانَ من أهل الحذق فِي فنه بَاشر التَّأْقِيت بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ مَوْجُودا فِي سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَتُوفِّي بعْدهَا بِقَلِيل الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الشَّافِعِي المؤرخ الْمَشْهُور بِابْن رَوْحَة أبي عذيبة نِسْبَة لزوج والدته الخواجا مُحَمَّد الْمَشْهُور بِأبي عذيبة - الْمُتَقَدّم ذكره - وَبَعض النَّاس يَظُنّهُ ابْن ابي عذيبة وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِنَّمَا هُوَ بيبه مولده فِي لَيْلَة يسفر صباحها عَن يَوْم الْأَحَد ثَالِث شهر شعْبَان المكرم سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بالقدس الشريف قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وَكَانَ من الْفُقَهَاء بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية واعتنى بِعلم التَّارِيخ وَكتب تاريخين احدهما مطولا وَالْآخر مُخْتَصرا وَقد وقفت على مُعظم الْمُخْتَصر وَهُوَ مُرَتّب على حُرُوف المعجم وَلم يظْهر تَارِيخه الْكَبِير بعد وَفَاته وَقد أخْبرت انه لما توفّي اطلع بعض النَّاس عَلَيْهِ فَوجدَ فِيهِ أَشْيَاء فَاحِشَة من ثلب أَعْرَاض النَّاس فاعدمه فَلم يُوجد إِلَّا بعض كراريس مُتَفَرِّقَة من التَّارِيخ الْمُخْتَصر توفّي فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشر ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة عَفا الله عَنهُ الشَّيْخ الامام الْعَالم الْعَلامَة الْمُحدث زين الدّين عبد الْكَرِيم بن الشَّيْخ زين الدّين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد القرقشندي الشَّافِعِي كَانَ من اعيان الْعلمَاء بالقدس الشريف وَله يَد طولى فِي علم الحَدِيث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الْأَعْيَان وَله أَحَادِيث مخرجة توفّي فِي سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالقلندرية بماملا شيخ الاسلام شمس الدّين أَبُو اللطف مُحَمَّد بن عَليّ الحصكفي الشَّافِعِي الامام الْعَلامَة مولده بحصن كيفا سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة فَتخرج هُنَاكَ فِي فن الْأَدَب