الانس الجليل (صفحة 606)

عجز عَن ذَلِك فَتَركه فَيُقَال انه كَانَ ينْفق من الْغَيْب وَكَانَ يَقُول انه مَا اغْتسل قطّ من احْتِلَام وَلَا حصل لَهُ وَلَا يعرفهُ ومحاسنه كَثِيرَة ومناقبه جمة توفّي بالقدس الشريف فِي خَامِس رَمَضَان من سنة ثَمَان واربعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا وَقد بلغ ثَمَانِينَ سنة وَصلي عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بِمصْر وَالشَّام وَغَيرهم وتأسف النَّاس عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ لَهُم بِهِ حَاجَة الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَاتِم الْمَقْدِسِي سمع الحَدِيث فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ متكلما بالقدس على الايتام والغياب مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ نَاظرا على وقف الْأَمِير بركه خَان فَخرج عَنهُ وَتوجه الى الْقَاهِرَة للسعي فِيهِ فَتوفي هُنَاكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان واربعين وَثَمَانمِائَة عَن نَحْو سبعين سنة الشَّيْخ الامام الْعَالم الْمُحدث شمس الدّين ابو عبد الله مُحَمَّد بن خَلِيل بن أبي بكر القباقبي الْحلَبِي ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي شيخ الْمُسلمين مولده فِي سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة اشْتغل فِي القراآت وفَاق الْمَشَايِخ وانتهت اليه رياسة هَذَا الْفَنّ أَخذ الحَدِيث عَن الْحَافِظ ابي الْفضل بن الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَكَانَ رجلا خيرا دينا منكبا على الاقراء والتصنيف مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مشاركا فِي عدَّة فنون قدم الْقُدس للزيارة فَأَشَارَ عَلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن ارسلان بالاقامة بِبَيْت الْمُقَدّس فَأَقَامَ بِهِ وَحصل لَهُ الْخَيْر وكف بَصَره فِي إِحْدَى الجمادين سنة ثَمَان واربعين وَتُوفِّي عصر يَوْم الْجُمُعَة لعشرين من شهر رَجَب سنة تسع واربعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا بجوار الشَّيْخ شهَاب الدّين بن ارسلان رحمهمَا الله تَعَالَى وَمن مصنفاته منظومته الْمُسَمَّاة بِجمع السرُور ومطلع البدور وايضاح الرموز ومفتاح الْكُنُوز وَغير ذَلِك من النّظم والنثر عَفا الله عَنهُ وَكتب لناظر الْحَرَمَيْنِ قصيدة لصرف معلومه من نظمه أَولهَا يَا نَاظر الْحَرَمَيْنِ أَنْت وَعَدتنِي بِالْخَيرِ يَا من وعده لَا يخلف تالله لم ابرح ببابك وَاقِفًا حَتَّى تقرر لي وتكتب يصرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015