الانس الجليل (صفحة 604)

دَعَا الله بَين قَبره وقبر أبي عبد الله الْقرشِي بِأَمْر يُريدهُ اسْتَجَابَ الله لَهُ وَقد جربت ذَلِك فصح رَضِي الله عَنْهُمَا وَفِي الْيَوْم الَّذِي توفّي فِيهِ توفّي الشَّيْخ الصَّالح ابو بكر مُحَمَّد المجيدي البسطامي وَكَانَ صَالحا وَحكي لي انه لما توفّي الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ الشَّيْخ مُحَمَّد المجيدي فِي حَال صِحَّته فَقيل لَهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَخُوك توفّي فَقَامَ يتأهب لحضور جنَازَته فَتَوَضَّأ وَصلى رَكْعَتَيْنِ سنة الْوضُوء فَلَمَّا سجد توفّي فِي سُجُوده ثمَّ غسل من وقته وَجِيء بِهِ إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَصلي عَلَيْهِمَا مَعًا وحملا إِلَى ماملا ودفنا فِي وَقت وَاحِد وَقد جَاوز الشَّيْخ مُحَمَّد السّبْعين الشَّيْخ الْقدْوَة الزَّاهِد عبد الْملك بن الشَّيْخ الامام الناسك الْقدْوَة الْعَالم الْعَلامَة ابي بكر عبد الله الْموصِلِي الشَّيْبَانِيّ الشَّافِعِي اُحْدُ أَعْيَان الْمَشَايِخ الزهاد بالقدس الشريف مولده فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة وَتقدم ذكر وَالِده كَانَ الشَّيْخ عبد الْملك من أهل الْعلم وَمن مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وَكَانَ شكلا حسنا قَالَ الشَّيْخ عمر بن حَاتِم العجلوني - وَقد سُئِلَ عَنهُ - هُوَ رجل ينْطق بالحكمة وَكَانَت لَهُ كَلِمَات حكمِيَّة ولطائف صوفية وفقهية وَكَانَ ذَا ابهة وحشمة وَكلمَة نَافِذَة وسماعات واجازات وفقراء ومريدين وَكَانَ كثيرا مَا ينشد لَا وَالَّذِي قد من بالايمان يثلج فِي فُؤَادِي مَا كَانَ يخْتم بالاساءة وَهُوَ بالاحسان بَادِي وَكَانَ ينشد ايضا فان امت بعد بُلُوغ المنى فَذَاك من فضل الْعَزِيز المليك وَإِن أمت قبل بُلُوغ المنى فكم لنا تَحت الثرى من شريك توفّي فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر رَمَضَان سنة أَربع واربعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا الشَّيْخ الْقدْوَة عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن الشَّيْخ تَاج الدّين أبي الوفا مُحَمَّد بن الشَّيْخ عَليّ ابي الوفا البدري الزَّاهِد الصَّالح مولده فِي حُدُود سنة تسعين وَسَبْعمائة وَكَانَ من الصَّالِحين حَافِظًا لكتاب الله كثير التِّلَاوَة وَكَانَت لَهُ شهرة عَظِيمَة بالصلاح وَالتَّصَرُّف بِالْحَال وَكَانَ كثير السيارات وَعرض لَهُ فِي بعض سياراته قطاع الطَّرِيق فصاح بهم فانصرعوا وَلم يفيقوا حَتَّى سَأَلَهُ أهل تِلْكَ النَّاحِيَة واستعطفوه فنفل فِي مَاء ورش على وجوهم فأقاقوا تَائِبين وكشف الله عَن قُلُوبهم حجاب الْغَفْلَة ولزموا خدمته وَظَهَرت لَهُم أَحْوَال وماتوا على ذَلِك وَلَهُم قُبُور تزار وَله غير ذَلِك من التَّصَرُّفَات والبركات مِنْهَا إِن جمَاعَة أوقدوا لَهُ نَارا وسألوه ان يبين لَهُم من حَاله فَأَشَارَ الى عَبده فَدخل النَّار ذَاكِرًا متواجدا وَلَا زَالَ يمشي عَلَيْهَا يَمِينا وَشمَالًا حَتَّى صَارَت رَمَادا وَأكْثر تَصَرُّفَاته كَانَت فِي الْبر بِخِلَاف أَخِيه السَّيِّد ابي بكر توفّي فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة ارْبَعْ واربعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا الشَّيْخ الامام الْعَالم الْعَلامَة زين الدّين عبد الْمُؤمن بن عمر بن أَيُّوب بن مُحَمَّد الرهاوي الأَصْل الْحلَبِي ثمَّ الْقُدسِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ معيدالمدرسة الصلاحية وَهُوَ واعظ مَدِينَة الْقُدس الشريف ومفتيها وعالمها مولده فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَدِينَة الرها قدم الى بَيت الْمُقَدّس فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة فَأكْرمه الشَّيْخَانِ شمس الدّين الْهَرَوِيّ وشمس الدّين الديري ووجدا فِيهِ اهلية الْعلم فولاه الْهَرَوِيّ اعادة الصلاحية وَجلسَ للوعظ يعظ النَّاس وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال قديم وَفضل وَسَمَاع للْحَدِيث رؤى صَحِيح البُخَارِيّ عَن جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن الشّحْنَة وَكَانَ خيرا عَالما فَاضلا مفتيا واعظا متفننا يعظ بلطافة ومجون وجد وهزل ولسماع مواعيده الْتِفَات وَيَأْتِي بِغَرَائِب ونوادر وأشعار مليحة توفّي بالقدس الشريف فِي يَوْم عَرَفَة من سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا الشَّيْخ الصَّالح عمر بن حَاتِم العجلوني الزَّاهِد العابد القانت الْعَارِف الْعَالم الْفَاضِل الأوحد بركَة الْوَقْت صَاحب الكرامات والمجاهدات والمكاشفات خرج من بَلَده عجلون وَورد الى بلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَنزل عِنْد الشَّيْخ عمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015