الشَّيْخ الْقدْوَة أَبُو حَفْص عمر بن نجم الدّين يَعْقُوب الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الْمَعْرُوف بالمجرد ولد بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع البُخَارِيّ بِدِمَشْق سنة سِتّ وَعشْرين وَأقَام بِبَلَد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَبنى بِهِ زَاوِيَة فِي غَايَة الْحسن بِنَاء ومنظرا وَبنى اماكن بِأَعْلَاهَا ورتب فِيهَا من يتَعَلَّم الْقُرْآن وأجرى لَهُم المعاليم وَكَانَ اذا قَرَأَ الْقُرْآن عِنْده أحد يخيره بَين الاقامة عِنْده بِشَرْط أَن يشْتَغل بِالْعلمِ وَيُعْطِيه كتابا أَو يذهب الى بَلْدَة أُخْرَى وَلَا يدع أحدا يقْعد عِنْده بطالا وَكَانَ فِي فعل الْخَيْر من الْعَجَائِب لَا يقْصد فِي حَاجَة إِلَّا قَضَاهَا ويضيف من يَقْصِدهُ بِمَا حضر عِنْده وَكَانَ يُوجد عِنْده من الماكولات اطيبها وَكَانَ شَيخا طَويلا يلبس على رَأسه قبعا من غير عِمَامَة توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بزاويته بِبَلَد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَقد وهم بعض المؤرخين فِيهِ فَظَنهُ الشَّيْخ عمر الْمُجَرّد وَاقِف زَاوِيَة المغاربة بالقدس لاشْتِرَاكهمَا فِي الِاسْم والشهرة وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِن صَاحب زَاوِيَة المغاربة بالقدس الشريف الشَّيْخ عمر بن عبد الله بن عبد النَّبِي المغربي المصمودي الْمُجَرّد وتاريخ وَقفه لزاويته فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة قبل مولد الشَّيْخ عمر صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة بتسع سِنِين وَلما توفّي الشَّيْخ عمر الْمُجَرّد صَاحب الزاوية بِبَلَد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَانَ قد فوض أَمر زاويته الى الشَّيْخ الْعَلامَة جمال الدّين عبد الله المراكشي الهنتاني الْمَالِكِي فِي خَامِس شهر جمادي الآولى سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا وَفعل من كل حَسَنَة وَجَمِيل ثمَّ فِي الْعشْر الأول من شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة قرر الشَّيْخ جمال الدّين الْمَذْكُور ولديه مُحَمَّد وَأحمد فِي المشيخة بالزاوية وَالتَّصَرُّف فِيهَا وَكتب مُسْتَندا بذلك عَلَيْهِ خطّ شيخ الاسلام شهَاب الدّين أَحْمد بن الهائم وَالشَّيْخ خَليفَة الْمَالِكِي