اشْتهر عِنْد النَّاس أَن من جلس عِنْد القبرين ودعا الله بِشَيْء اسْتُجِيبَ لَهُ وَقد جربت ذَلِك فصح نفع الله بهما وجمعنا مَعَهُمَا فِي دَار كرامته بمنه وَكَرمه الشَّيْخ شرف الدّين مُحَمَّد بن عُرْوَة الْموصِلِي الْمَنْسُوب اليه مشْهد بن عُرْوَة بالجامع الْأمَوِي لِأَنَّهُ أول من فَتحه وَقد كَانَ مشحونا بالحواصل الجامعية وَبنى قبَّة الْبركَة ووقف وَقفا على درس حَدِيث فِيهِ ووقف فِيهِ خَزَائِن كتب وَكَانَ مُقيما بالقدس الشريف وَكَانَ من خَواص الْملك الْمُعظم عِيسَى انْتقل الى دمشق حِين خرب سور بَيت الْمُقَدّس وَتُوفِّي بهَا فِي سنة عشْرين وسِتمِائَة وقبره عِنْد قباب اتابك طغتكين قبلي الْمصلى الشَّيْخ الْقدْوَة الْمُحَقق الْملك غَانِم بن عَليّ بن حُسَيْن الانصاري الخزرجي الْمَقْدِسِي مولده بقرية بورين من عمل نابلس فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ولاه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب المشيخة بالخانقاه الصلاحية المنسوبة اليه بالقدس الشريف وَالنَّظَر عَلَيْهَا ورايت توقيعه بذلك وَعَلِيهِ خطّ السُّلْطَان لما قرأته الْحَمد لله على نعمائه وَقد قطع تَارِيخه لطول الزَّمَان وَهُوَ أول من وَليهَا وَسكن الْقُدس من ذَلِك التَّارِيخ وتناسل مِنْهُ ذُرِّيَّة معروفون مَشْهُورُونَ وَسَنذكر مَا تيَسّر مِنْهُم إِن شَاءَ الله تَعَالَى صحب الشَّيْخ غَانِم مَشَايِخ أهل زَمَانه وَأخذ مِنْهُم مَكَارِم الْأَخْلَاق وَحسن المآثر توفّي بِدِمَشْق فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة السَّيِّد بدر الدّين بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن بدران بن يَعْقُوب بن مطر بن سَالم أخي السَّيِّد تَاج العارفين أبي الوفا مُحَمَّد لِأَبِيهِ وهما ولدا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زين بن الْحسن بن المرتضى الْأَكْبَر عوض بن زيد بن زين العابدين بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم اجمعين كَانَ السَّيِّد بدر قطبا عَارِفًا مُتَمَكنًا خضعت لَهُ أَوْلِيَاء زَمَانه وهرع اليه الْخَاص وَالْعَام وَقصد بالزيارة وزارته الوحوش وَالسِّبَاع وترددت إِلَى زيارته وزيارة اولاده المدفونين بضريح شرفات ومرغت