عوراتهما وَكَانَا لَا يريان ذَلِك فَقَالَ الله تَعَالَى (اهبطوا بَعْضكُم لبَعض عَدو) وهم آدم وحواء وإبليس الْحَيَّة فأهبطهم الله من الْجنَّة إِلَى الأَرْض وسلب عَن آدم وحواء كل مَا كَانَا فِيهِ من نعْمَة والكرامة فهبط آدم بسر نديب من أَرض الْهِنْد على جبل يُقَال لَهُ نود وحواء بجدة وإبليس بايلة والحية باصفهان فَجعل كل وَاحِد مِنْهُمَا يطْلب صَاحبه فاجتمعا بِعَرَفَات يَوْم عَرَفَة وتعارفا فَسُمي ذَلِك الْيَوْم عَرَفَة والموضع عَرَفَات وَكَانَ هبوط آدم من بَاب التَّوْبَة وهبوط حَوَّاء من بَاب الرَّحْمَة وإبليس من بَاب اللَّعْنَة والحية من بَاب السخط وَكَانَ فِي وَقت الْعَصْر وَكَانَ بَين هبوط آدم وَالْهجْرَة النَّبَوِيَّة سِتَّة آلَاف سنة ومائتان وَسِتَّة عشر سنة على حكم التَّوْرَاة اليونانية وَهِي الْمُعْتَمدَة عِنْد الْمُحَقِّقين من المؤرخين وَفِي ذَلِك خلاف لَا فَائِدَة اذكره خشيَة الإطالة وَقد مضى من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة إِلَى عصرنا هَذَا تِسْعمائَة سنة كَامِلَة فَيكون الْمَاضِي من هبوط آدم إِلَى آخر سنة تِسْعمائَة من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة سَبْعَة آلَاف سنة وَمِائَة وَسِتَّة عشر سنة وَهُوَ الْمُعْتَمد عِنْد المؤرخين وَلما هَبَط آدم إِلَى الأَرْض كَانَ لَهُ ولدان هابيل وقابيل فقربا قرباناً فَتقبل من هابيل وَلم يتَقَبَّل قرْبَان قابيل فحسده على ذَلِك وَكَانَ لقابيل أُخْت توأمة وَكَانَت حسن من توأمة هابيل وَكَانَ آدم أَرَادَ أَن يُزَوّج توأمه قابيل بهابيل وَعَكسه فَلم يطب لقابيل ذَلِك وَرَأى قرْبَان أَخِيه قد تقبل دون قربانه فَقتل أَخَاهُ هابيل وَأخذ قابيل توأمته وهرب بهَا وعاش آدم عَلَيْهِ السَّلَام تِسْعمائَة وَثَلَاثِينَ سنة وَذَلِكَ بِاتِّفَاق المؤرخين وَكَانَ آدم رجلا طَويلا كَأَنَّهُ نَخْلَة سحوق كثير شعر الرَّأْس قد بلغ عدد وَلَده لصلبه وَولد وَلَده لما توفى أَرْبَعِينَ ألفا وَنزل عَلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أثني عشر مرّة وَقد تقدم ذكر الْخلاف فِي إِنَّه أول من بنى مَسْجِد بَيت الْمُقَدّس وَقد اخْتلف فِي مدفنه فَقيل أَن قَبره فِي مغارة بَين الْقُدس وَمَسْجِد إِبْرَاهِيم رِجْلَاهُ عِنْد الصَّخْرَة وَرَأسه عِنْد مَسْجِد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَالْخلاف فِي ذَلِك كثير