الانس الجليل (صفحة 544)

توفّي بالقدس فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا بالبسطامية وَكَانَ شرع فِي بِنَاء الْمدرسَة فَلم يُتمهَا فأكملها القَاضِي عبد الباسط وَهِي الْمَشْهُورَة يَوْمئِذٍ بالباسطية عِنْد بَاب الدويدارية أحد ابواب الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَشرط عبد الباسط فِي وَقفه على الصُّوفِيَّة اذا فرغوا من الْحُضُور قِرَاءَة الْفَاتِحَة وإهداء ثَوَابهَا فِي صَحَائِف الْهَرَوِيّ شيخ الاسلام شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن مُوسَى الْعَسْقَلَانِي الاصل الْبرمَاوِيّ الْمصْرِيّ الشَّيْخ الامام الْعَالم المتفنن مولده فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَخذ عَنهُ أَئِمَّة الاسلام وَفضل وتميز وَحج من مصر سنة ثَمَان وَعشْرين وجاور بِمَكَّة وَرجع الى مصر فِي سنة ثَلَاثِينَ وَقد عين لتدريس الصلاحية ونظرها بمساعدة القَاضِي نجم الدّين بن حجر فجَاء الى الْقُدس فَأَقَامَ يَسِيرا وتعلل وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث شهر جمادي الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَكَانَ يَقُول فِي مَرضه عِنْدَمَا عِشْنَا متْنا فَإِنَّهُ كَانَ فَقِيرا فَلَمَّا اسْتَقر فِي هَذِه الْوَظِيفَة وَحصل لَهُ سَعَة الرزق ادركته الْمنية وَدفن بمقبرة ماملا عِنْد الشَّيْخ أبي عبد الله الْقرشِي وَكتب شرحا على البُخَارِيّ وَلم يبيضه وَجمع شرحا على الْعُمْدَة سَمَّاهُ جمع الْعدة لفهم الْعُمْدَة وافرد أَسمَاء رجال الْعُمْدَة وَله الألفية فِي الاصول وَشَرحهَا وَله منظومة فِي الْفَرَائِض وَشرح خطْبَة الْمِنْهَاج للنووي فِي مُجَلد كَبِير ونظم ثلاثيات البُخَارِيّ وَغير ذَلِك رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ نزل عَن تدريس الصلاحية للخطيب جمال الدّين ابْن جمَاعَة وَحكم بذلك القَاضِي شهَاب الدّين ابْن عوجان الْمَالِكِي فِي ظهر كتاب الْوَقْف فَلم يفد ذَلِك كَمَا وَقع للعلائي وَاسْتقر فِيهَا الشَّيْخ عز الدّين الْمَقْدِسِي وَسَنذكر تَرْجَمته فِيمَا بعد إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَاسْتمرّ الشَّيْخ عز الدّين بهَا إِلَى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة قَاضِي الْقُضَاة شيخ الاسلام شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصّلاح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015