سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ثمَّ سَافر رَسُولا من سُلْطَان مصر الى سُلْطَان شيراز فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَتُوفِّي بشيراز نَهَار عيد الاصحى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة رَضِي الله عَنهُ ورحمه الشَّيْخ الْعَلامَة زين الدّين أَبُو بكر بن عمر بن عَرَفَات القمني الْمصْرِيّ الخزرجي اصله من قمن من الرِّيف وَقدم مصر واشتغل على الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ وَغَيره وَلما سَافر الشَّيْخ شمس الدّين الْجَزرِي الى بِلَاد الرّوم ولي تدريس الْمدرسَة الصلاحية عوضا عَنهُ فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة واستمرت بِيَدِهِ مُدَّة وَهُوَ مُقيم بِالْقَاهِرَةِ واستناب الشَّيْخ شهَاب الدّين بن الهائم فِيهَا وَاسْتمرّ الامر على ذَلِك الى حُدُود سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَولي نوروز نَائِب الشَّام فِيهَا شخصا كَانَ مشد الدَّوَاوِين عِنْده يُسمى بدر الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود وَلم يخرج من الشَّام فَسمع ابْن الهائم فَبعث يسْعَى لنَفسِهِ وَسكت الشَّيْخ زين الدّين القمني عَنهُ فِي ذَلِك لما بلغه ان الْغَيْر استطال لَهَا وَقَالَ أَنْت أَحَق بهَا من غَيْرك توفّي القمني فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة شَهِيدا بالطاعون وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو جاوزها وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة مَشْهُورَة رَحمَه الله شيخ الاسلام شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الدّين بن عَليّ الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الْمَشْهُور بِابْن الهائم ولد سنة ثَلَاث أَو سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَمهر فِي الْفَرَائِض والحساب وَلما ولي القمني تدريس اصلاحية أحضرهُ الى الْقُدس واستنابه فِي التدريس وَصَارَ من شُيُوخ المقادسة ثمَّ اسْتَقل بتدريس الصلاحية وَاسْتمرّ الى أَن جَاءَ الشَّيْخ شمس الدّين الْهَرَوِيّ من هراة وَكَانَ حنفيا فَرَأى هَذِه الْوَظِيفَة ومعلومها وَلم ير للحنفية شَيْئا فسعى فِيهَا وَأَخذهَا من ابْن الهائم