وبلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الى الْقُدس الشريف وأبطل المكوس والمظالم والرسوم الَّتِي أحدثها النواب قبله بالقدس الشريف وَنقش بذلك رخامة والصقت على بَاب الصَّخْرَة من جِهَة الغرب وَله غير ذَلِك من الْحَسَنَات توفّي بقلعة الْجَبَل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشر شَوَّال سنة احدى وَثَمَانمِائَة عَن سِتِّينَ سنة أَو قريب مِنْهَا ثمَّ ولي بعده وَلَده السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فرج وَهُوَ زين الدّين أَبُو السعادات فرج بن الْملك الظَّاهِر برقوق اسْتَقر فِي السلطنة وعمره اثْنَتَا عشرَة سنة فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة لِلنِّصْفِ من شَوَّال سنة احدى وَثَمَانمِائَة والخليفة المتَوَكل على الله وَفِي أَيَّامه كَانَت وقْعَة تيمورلنك الْمَشْهُورَة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وخلع من السلطنة بأَخيه الْملك الْمَنْصُور عبد الْعَزِيز فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَأقَام اخوه نَحْو شَهْرَيْن وَتِسْعَة أَيَّام وخلع ثمَّ اعيد النَّاصِر فرج الى السلطنة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع جمادي الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَنزل الشَّام مرَارًا وَوصل الى حلب مرَّتَيْنِ وَدخل بَيت الْمُقَدّس وَنزل بِالْمَدْرَسَةِ التنكزية وَفرق مَالا كثير على النَّاس وَمن جملَة مَا رسم بِهِ بالقدس الشريف أَن نَائِب الْقُدس لَا يكون نَاظر الْحَرَمَيْنِ الشريفين وَلَا يتَكَلَّم على النّظر بِالْجُمْلَةِ الكافية وَنقش بذلك بلاطه والصقت بحائط بَاب السلسلة عَن يمنة الدَّاخِل من الْبَاب وعلق بِمَسْجِد سيدنَا ابراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الستائر الْحَرِير على الاضرحة الشَّرِيفَة وَتُوفِّي قَتِيلا لَيْلَة السبت سَابِع عشر صفر سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقابر الْمُسلمين بِدِمَشْق رَحْمَة الله عَلَيْهِ وَولي الْملك الْمُؤَيد شيخ وَتُوفِّي وَولي بعده وَلَده الْملك المظفر أَحْمد وخلع وَولي بعده الْملك الظَّاهِر ططر وَتُوفِّي