وَتُوفِّي فِي يَوْم الاربعاء تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة احدى واربعين وَسَبْعمائة بالقلعة وَصلى عَلَيْهِ عز الدّين ابْن جمَاعَة إِمَامًا وَانْزِلْ لَيْلَة الْخَمِيس الى الْمدرسَة المنصورية بِخَط بَين القصرين وَدفن بهَا مَعَ ابيه قلاوون رَحْمَة الله عَلَيْهِمَا وَكَانَ ملكا مُعْتَبرا اخباره مَشْهُورَة عَفا الله عَنهُ وَلما توفّي تسلطن بعده ثَمَانِيَة من أَوْلَاده لصلبه فأولهم الْملك الْمَنْصُور أَبُو بكر وخلع ثمَّ الْأَشْرَف كجك وخلع ثمَّ النَّاصِر أَحْمد وخلع ثمَّ الصَّالح اسماعيل وَتُوفِّي ثمَّ الْكَامِل شعْبَان وخلع ثمَّ المظفر حاجي وَقتل ثمَّ الْملك النَّاصِر حسن وخلع ثمَّ الْملك الصَّالح صَالح وخلع وأعيد النَّاصِر حسن وَتُوفِّي قَتِيلا وَتقدم ذكر تَارِيخ وَفَاته فِي أَخْبَار مَدِينَة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَولي بعده ابْن أَخِيه الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد بن الْملك المظفر حاجي وخلع ثمَّ ولي بعده السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف شعْبَان ابْن الْأَمِير حسن بن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون مولده فِي سنة ارْبَعْ وَخمسين وَسَبْعمائة وَاسْتقر فِي السلطنة فِي نصف شعْبَان سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَله من الْعُمر عشر سِنِين وَكَانَ الْخَلِيفَة المتَوَكل على الله أَبُو عبد الله مُحَمَّد وَفِي أَيَّامه عمرت المنارة الَّتِي عِنْد بَاب الأسباط وَتقدم أَن عمارتها بِمُبَاشَرَة السيفي قطلوبغا نَاظر الْحَرَمَيْنِ الشريفين وعمارتها فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وجددت الابواب الْخشب المركبة على أَبْوَاب الْجَامِع الْأَقْصَى وجددت عمَارَة القناطر الَّتِي على الدرجَة الغربية فِي صحن الصَّخْرَة الْمُقَابل لباب النَّاظر فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَتُوفِّي قَتِيلا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَكَانَ رَحمَه الله من حَسَنَات الدَّهْر هينا لينًا حَلِيمًا محبا لأهل الْخَيْر مقربا للْعُلَمَاء والفقراء معتنيا بالأمور الشَّرْعِيَّة عَفا الله عَنهُ