ثمَّ رَفعه الله تَعَالَى إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فعبد الله فِيهَا ألف سنة ثمَّ رَفعه إِلَى مائَة فعبد الله كَذَلِك حَتَّى رَفعه إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَيُقَال إِنَّه فِي يَوْم السبت يكون الأولى وَيَوْم الْأَحَد فِي الثَّانِيَة حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة يكون فِي السَّمَاء السَّابِعَة الله فِي كل سَمَاء يَوْمًا وَكَانَ إِبْلِيس لعنة الله بِمَنْزِلَة عَظِيمَة بِحَيْثُ إِذا مر بِهِ جِبْرِيل أَو مِيكَائِيل أَو أَحدهمَا من الْمَلَائِكَة يَقُول بَعضهم لبَعض لقد أعْطى الله هَذَا العابد من الْقُوَّة على طَاعَة مَا لم يُعْط أحدا من الْمَلَائِكَة فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك بدهر طَوِيل أَمر الله تَعَالَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَن يهْبط إِلَى الأَرْض وَيقبض قَبْضَة من شرقها وغربها ووعرها وسهلها ليخلق مِنْهَا خلقا جَدِيدا ليجعله أفضل الْخَلَائق فَعرف ذَلِك إِبْلِيس فهبط الأَرْض حَتَّى وقف فِي وَسطهَا وَقَالَ لَهَا إِنِّي جئْتُك ناصحاً فَقَالَت وَمَا نصحك بِابْن العابدين وَإِمَام الزاهدين؟ فَقَالَ لَهَا إِن الله يُرِيد أَن يخلق مِنْك خلقا يفضله من جَمِيع خلقه وأخاف مِنْهُ أَن يعصيه فيعذبه وَقد أرسل الله إِلَيْك جِبْرِيل فَإِذا جَاءَك فَسمى عَلَيْهِ أَن لَا يقبض مِنْك شَيْئا فَلَمَّا هَبَط جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام نادته الأَرْض وَقَالَت يَا جِبْرِيل بِحَق من أرسلك أَّلا تقبض مني شَيْئا فَإِنِّي أَخَاف أَن يخلق الله مني خلقا فيعصيه ذَلِك الْخلق عذبه بالنَّار فارتعد جِبْرِيل من هَذَا الْقسم فَرجع وَلم يَأْخُذ مِنْهَا شَيْئا فَأخْبر جِبْرِيل ربه بذلك فَبعث الله مِيكَائِيل ليَأْتِيه بالقبضة فَكَانَت حَالَته كَحال جِبْرِيل بعث الله ملك الْمَوْت فَلَمَّا هم أَن يقبض مَا أمره ربه أَقْسَمت عَلَيْهِ أَيْضا فَقَالَ ملك الْمَوْت عَلَيْهِ السَّلَام وَعزة رَبِّي لَا اعصي لَهُ أمرا فَقبض مِنْهَا قَبْضَة من جَمِيع أَنْوَاعهَا عذبها ومالحها وَحلوهَا ومرها وطيبها وخبثها وكل ابْن آدم مَخْلُوق من تِلْكَ قَبْضَة فَلَمَّا رَجَعَ ملك الْمَوْت بالقبضة وقف فِي موقفه أَرْبَعِينَ عَاما لَا ينْطق ثمَّ أَتَاهُ النداء يَا ملك الْمَوْت مَا الَّذِي صَنعته؟ - وَهُوَ أعلم - فَأخْبرهُ بقسمه