وَمَا والاها فَظهر من هَذَا ان بَيت الْمُقَدّس فِي وسط الدُّنْيَا وَالله أعلم (ذكر جمَاعَة من أَعْيَان مُلُوك الاسلام مِمَّن ولي على بَيت الْمُقَدّس) (وبلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَفعل فيهمَا الْخَيْر) (وأنواع الْبر والعمارة) وَقد تقدم ذكر جمَاعَة مِمَّن ولي على بَيت الْمُقَدّس من الْخُلَفَاء أعظمهم وأجلهم أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ الَّذِي فَتحه وانفذه من أَيدي الْكفَّار وَذكر بعض من كَانَ بعده من بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس وَجَمِيع الفاطميين وَتقدم ذكر جمَاعَة من السلاطين بِمصْر أمثلهم واعلاهم الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف ابْن ايوب تغمده الله برحمته وَهُوَ أول الْمُلُوك بالديار المصرية بعد انْقِرَاض دولة الفاطميين وَمن بعده من مُلُوك بني ايوب بِمصْر وَغَيرهَا وَذكر مَا فعل كل مِنْهُم من الْخَيْر والعمارة وَفعل الْمَعْرُوف الى زمن الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب الَّذِي فتح الْقُدس الْفَتْح الْأَخير ثمَّ بعد الْملك الصَّالح ولي جمَاعَة على الديار المصرية فلنذكرهم بأجمعهم من غير إخلال بِأحد مِنْهُم وكل من لَهُ بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَمَسْجِد الْخَلِيل فعل خير وآثار حَسَنَة ذكرت تَارِيخ ولَايَته والخليفة الَّذِي كَانَ فِي زَمَنه وتاريخ وَفَاته وَمَا فعل فِي أَيَّامه من الْخَيْر فيهمَا أَو فِي الأَرْض المقدسة مِمَّا حولهَا وَمن لم أطلع لَهُ على شَيْء من أَفعَال القربات ذكرت اسْمه فَقَط لكَونه ولي أَمر بَيت الْمُقَدّس ودعى لَهُ على منبره من غير تعرض الى ذكر تَارِيخه فَإِنَّهُ تَطْوِيل بِلَا فَائِدَة فَأَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق والمستعان - وَمِمَّنْ ولي الْملك بالديار المصرية بعد الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب وَلَده الْملك الْمُعظم توران شاه وَتقدم ذكره ثمَّ ولي بعده الْملك الْمعز ايبك التركماني أول مُلُوك التّرْك بِمصْر فِي سنة ثَمَان واربعين وسِتمِائَة فَأَقَامَ خَمْسَة ايام ثمَّ خلع