فَأخذ بيَدي وَمَشى خطوَات الى جِهَة من جِهَات الْحرم وَمد يَده واخذ قَبْضَة من ذَلِك الْكلأ وَقَالَ هَل مَعَك خَاتم اَوْ دِرْهَم؟ فَقلت نعم فأخرجت درهما فَمَا معي وعركه بذلك الْكلأ فَعَاد كالدينار فِي صفرته ثمَّ اخذ حشيشة اخرى وعركه بهَا فَصَارَ ابيض انقى مِمَّا كَانَ اولا وَقَالَ هَذِه رموز احتوت على كنوز فسبحان الْقَادِر على مَا يَشَاء (الْأَقْصَى الْقَدِيمَة) وسفل الْمَسْجِد من جِهَة الْقبْلَة كَانَ كَبِير مَعْقُود وَبِه اسوار حاملة للسقف وَهِي تَحت الْمَكَان الَّذِي فِيهِ الْمِحْرَاب والمنبر وَيُسمى هَذَا الْمَكَان السفلي الْأَقْصَى الْقَدِيمَة وَلَعَلَّه من أثر الْبناء السُّلَيْمَانِي فان اتقان بنائِهِ وإحكامه يدل على ذَلِك (اصطبل سُلَيْمَان) والى جَانب هَذَا الْمَكَان ايضا سفل الْمَسْجِد تَحت الْجِهَة الَّتِي بهَا الْأَشْجَار وَالزَّيْتُون مَكَان عَظِيم مَعْقُود يُقَال لَهُ اصطبل سُلَيْمَان وَهُوَ دَاخل تَحت غَالب الْمَسْجِد نَوعه من الْبناء السُّلَيْمَانِي وَهُوَ الظَّاهِر ويتوصل الى كل من المكانين الْمَذْكُورين من تَحت سور الْمَسْجِد القبلي وَأما المنائر فقد تقدم فِي ذكر وصف الْمَسْجِد الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ فِي زمن عبد الْملك بن مَرْوَان وَبعده أَن فِيهِ من المنائر اربعة ثَلَاثَة مِنْهَا صف وَاحِد غربي الْمَسْجِد وَوَاحِدَة على بَاب الاسباط وَفِي عصرنا الْأَمر كَذَلِك لَكِن المنائر الَّتِي بِهِ الان بناؤها متجدد بعد ذَلِك الْبناء وَالظَّاهِر انه على الأساس الْقَدِيم فالمنارة الاولى على مقدم الْمَسْجِد من جِهَة الْقبْلَة مِمَّا يَلِي الغرب على الْمدرسَة الفخرية وَهِي ألطفها بِنَاء لكَونهَا على غير أساس وَإِنَّمَا هِيَ على ظهر مجمع الْمدرسَة الفخرية ولعلها بِنَاء صَاحب الفخرية وَالله أعلم وَالثَّانيَِة على بَاب السلسلة على الْجَانِب الغربي من الْمَسْجِد وَهِي المختصة بالامائل