وبيد الْملك الظافر خضر ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين بَصرِي وَهُوَ فِي خدمَة أَخِيه الْملك الْأَفْضَل وبيد الْملك الزَّاهِر مجير الدّين دَاوُد ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين البيرة وأعمالها وَاسْتقر إقليم الْيمن للْملك ظهير الدّين سيف الْإِسْلَام طغتكين بن أَيُّوب أخي السُّلْطَان وَلم يزل الْملك الْأَفْضَل بِالشَّام وَالْملك الْعَزِيز بِمصْر إِلَى أَن وَقع الْخلف بَينهمَا وجر بَينهمَا وقائع يطول شرحها تمّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة اتّفق الْملك الْعَادِل وَابْن أَخِيه الْملك الْعَزِيز على أَن يأخذا دمشق وَأَن يُسَلِّمهَا الْعَزِيز إِلَى الْعَادِل لتَكون الْخطْبَة وَالسِّكَّة للعزيز كَسَائِر الْبِلَاد كَمَا كَانَت لِأَبِيهِ فَخَرَجَا وَسَارُوا من مصر إِلَى دمشق وأخذاها فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء السَّادِس وَالْعِشْرين من رَجَب من هَذِه السّنة وَكَانَ الْملك الظافر خضر صَاحب بَصرِي مَعَ أَخِيه الْملك الْأَفْضَل معاضداً لَهُ فَأخذت مِنْهُ بصرى فلحق بأَخيه الْملك الظَّاهِر فَأَقَامَ عِنْده بحلب وَأعْطِي الْملك الْأَفْضَل صرخد فَسَار إِلَيْهَا بأَهْله واستوطنها وَسلم الْعَزِيز دمشق لِعَمِّهِ الْعَادِل عل حكم مَا وَقع عَلَيْهِ الِاتِّفَاق ورحل الْعَزِيز من دمشق يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع شعْبَان فَكَانَت مُدَّة الْأَفْضَل بِدِمَشْق ثَلَاث سِنِين وأشهراً وَكَانَت وِلَادَته يَوْم الْفطر وَقت الْعَصْر سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ ووالده يَوْمئِذٍ وَزِير المصريين وَتُوفِّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة فَجْأَة بسميساط وَنقل إِلَى حلب وَدفن بتربته بظاهرها وَأما الْعَزِيز عُثْمَان فاستقر بِمصْر وَفِي أمه فِي شهور سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وصل جمع عَظِيم مِمَّن الإفرنج إِلَى السَّاحِل واستولوا عل قلعة بيروت وَسَار الْملك الْعَادِل وَنزل بتل العجول واتته النجدة من مصر وَوصل إِلَيْهِ سنقر الْكَبِير صَاحب الْقُدس وَمَيْمُون القصري صَاحب بلبيس