لكنيسة قمامة وَشرع فِي تحصين الْمَدِينَة وَصلى يَوْم الْجُمُعَة مستهل ذِي الْحجَّة وصل إِلَيْهِ عَسْكَر من مصر وَتَتَابَعَتْ العساكر المصرية وَوصل الْخَبَر بنزول الإفرنج بالنطرون فَوَقع الارجاف فِي النَّاس وَجَرت يَوْم الْخَمِيس سَابِع الشَّهْر وقْعَة قرب بَيت نوبَة من سَرِيَّة جهزها السُّلْطَان فوقعوا عل سَرِيَّة الإفرنج فأسروها وقتلوها ووصلوا بزهاء خمسين أَسِيرًا إِلَى الْقُدس وَكَانَت بشرى عَظِيمَة ثمَّ وَقعت وقْعَة أخر قتل من الْكفَّار سِتَّة وَأسر أَرْبَعَة وَصلى السُّلْطَان عيد الْأُضْحِية بالقدس يَوْم الْأَحَد وَكَانَت الوقفة بِمَكَّة يَوْم الْجُمُعَة لَكِن لم ير الْهلَال بالقدس لَيْلَة الْخَمِيس وَفِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشر ذِي الْحجَّة وقْعَة بالرمل من أميرين أغارا عل الافرنج وأخذا أَمْوَالًا وأغناما وخيلا وجمالا وبغالا وأسرا مِمَّن كَانَ فِي الْقَافِلَة ثَلَاثِينَ وأحضراهم للسُّلْطَان وأحاط الإفرنج الْبلَاء وَكَثُرت عَلَيْهِم الغارات فرحلوا وعادوا إِلَى الرملة وَطَابَتْ قُلُوب الْمُسلمين (ذكر مَا اعْتَمدهُ السُّلْطَان فِي عمَارَة الْقُدس) وصل مِمَّن الْموصل جمَاعَة للْعَمَل فِي الخَنْدَق جهزهم صَاحب الْموصل صُحْبَة بعض حجابه وسير مَعَه مَالا يفرقه عَلَيْهِم فِي رَأس كل شهر وَأَقَامُوا نصف سنة فِي الْعَمَل وَأمر السُّلْطَان بِحَفر خَنْدَق عميق وَأَنْشَأَ سوراً وأحضر من أسرى الإفرنج قَرِيبا من أَلفَيْنِ ورتبهم فِي ذَلِك وجدد أبراجاً حربية من بَاب العمود إل بَاب الْمِحْرَاب وَبَاب الْمِحْرَاب هُوَ الْمَعْرُوف الْآن بِبَاب الْخَلِيل وَأنْفق عَلَيْهَا أَمْوَالًا جزيلة وبناها بالأحجار الْكِبَار وَكَانَ الْحجر يقطع من الخَنْدَق وَيسْتَعْمل فِي بِنَاء السُّور وَقسم بِنَاء السُّور على أَوْلَاده وأخيه الْعَادِل وامرائه وَصَارَ يركب كل يَوْم ويحضر على بنائِهِ