وَفِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة هلك ابْن ملك الألمان فَحصل الوهن فِي الإفرنج بِمَوْتِهِ وَهلك مِنْهُم عدد كثير وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عشري ذِي الْحَج عَاد المستأمنون من الإفرنج الَّذين انهضهم السُّلْطَان ليغزوا فِي الْبَحْر ويكونوا جواسيس فَرَجَعُوا وَقد غنموا أَشْيَاء كثير فوهبهم السُّلْطَان ذَلِك وَلم يتَعَرَّض لشَيْء مِنْهَا فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِك أسلم مِنْهُم شطرهم وَفِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْحَج أَخذ من الإفرنج مركوسين فيهمَا نَيف وَخَمْسُونَ نَفرا وَفِي الْخَامِس وَالْعِشْرين مِنْهُ أَخذ أَيْضا مركوساً فِيهِ جمَاعَة من أَعْيَان الإفرنج وَمَعَهُمْ ملوطة مكللة بِاللُّؤْلُؤِ بأزرار من جَوْهَر قيل إِنَّهَا من ثِيَاب ملك الألمان وَأسر فِيهِ رجل كَبِير قيل إِنَّه ابْن أَخِيه وأستشهد فِي هَذِه السّنة جمَاعَة بعكا مِمَّن الْأُمَرَاء وَدخلت سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة والشتاء مَوْجُود والمسلمون مَعَ الْكفَّار فِي وقعات وَفِي أول لَيْلَة من شهر ربيع الأول خرج الْمُسلمُونَ عل الْعَدو فكبسوه فِي مخيمه وأسروا من الإفرنج وَقتلُوا وعادوا سَالِمين وَمَعَهُمْ اثْنَتَا عشرَة امْرَأَة فِي السَّبي وَفِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث الشَّهْر الْمَذْكُور ثار الْحَرْب بَين الْمُسلمين وَالْكفَّار فنصر الله الْمُسلمين وَهلك من الإفرنج خلق كثير وَقتل مِنْهُم مقدم كَبِير وَلم يفقد من الْمُسلمين إِلَّا خَادِم صَغِير وَكَمن الْمُسلمُونَ كمائن وَوصل إِلَى السُّلْطَان من بيروت خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ أَسِيرًا من الإفرنج وَقدم عل السُّلْطَان جمَاعَة من عَسْكَر الْإِسْلَام (وُصُول ملك الافرنسيس - وأسمه فليب - لنجدة الإفرنج بعكا) وَفِي ثَانِي عشر ربيع الأول يَوْم السبت وصل ملك الإفرنسيس إِلَى الإفرنج فِي عدد قَلِيل وَمن النَّوَادِر إِنَّه كَانَ مَعَ هَذَا الْملك بازي أَشهب ففارقه يَوْم وُصُوله وطار وَوَقع عل سور عكا فأمسكه الْمُسلمُونَ وأحضروه للسُّلْطَان فسر بذلك وبذل الْملك فِيهِ ألف دِينَار فَمَا أُجِيب