وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث شهر رَمَضَان أَخذ الْمُسلمُونَ بعكا مركبا للإفرنج مقلعاً إِلَى صور فِيهِ ثَلَاثُونَ رجلا وَامْرَأَة وَاحِدَة ورزمة من الْحَرِير فغنموه وتباشروا وَاشْتَدَّ أزرهم بذلك (وُصُول ملك الألمان) ورد اخبر بوصول ملك الألمان إِلَى قسطنطينية فِي عدد كثير عل قصد العبور إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام وَإنَّهُ فِي ثَلَاثمِائَة ألف مقَاتل وَقد قطع الرّوم إِلَى جِهَة الشَّام فإنزعج الْمُسلمُونَ لذَلِك وَندب السُّلْطَان الرُّسُل إِلَى جَمِيع الْأَمْصَار يستنفر للْجِهَاد فوصل الْملك الْعَادِل سيف الدّين من مصر فِي نصف شَوَّال فِي جَيش عَظِيم فَحصل بِهِ السرُور وقو الْمُسلمُونَ وَنزل فِي مخيمه وَأرْسل السُّلْطَان إِلَى رجال دمشق والبلاد فَحَضَرُوا وَشرع الْمُسلمُونَ فِي كل يَوْم يعالجون الإفرنج وَلَهُم مَعَهم فِي كل لَيْلَة كبسة وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة وصل الأسطول من مصر وعدته خَمْسُونَ شونة (?) فَإِن السُّلْطَان لما وصل الإفرنج إِلَى عكا كتب إِلَى مصر بتجهيز وتكثير رِجَاله وعدده فصادف مراكب الإفرنج فِي الْبَحْر فَأول مَا ظفر الأسطول بشونة للإفرنج فَقتل مُقَاتِلِيهِ وَوَقعت بَينهم وقْعَة كبر وَتَفَرَّقَتْ سفن الإفرنج وَصَارَت البشائر للْمُسلمين بوصول الأسطول وَلما اشْتَدَّ الْبرد وَكَثُرت الأمطار وَاسْتظْهر الْبَلَد بِرِجَال الأسطول وَكَانُوا زهاء عشرَة لاف بحري فَامْتَلَأَ الْبَلَد وشرعوا يتلصصون على الْكفَّار وكبسوا لَيْلَة سوق الخمارات وَسبوا عد من النِّسَاء الحسان فَكَانَ فِي ذَلِك نكاية عَظِيمَة للْكفَّار وَأمكن الله الْمُسلمين مِنْهُم وشرعوا فِي نهبهم وأسرهم فِي كل وَقت