جُمَادَى الْآخِرَة فَبَلغهُ أَن الافرنج ينتشرون فِي الأَرْض فَأمر السُّلْطَان بتكمين كمائن لَهُم وَإِذا رَأَوْهُمْ يطاردونهم وَسَار السُّلْطَان يَوْم الِاثْنَيْنِ فتواقعوا بَين يَدي الافرنج فِي وَاد لَا ينفذ فحصرهم الافرنج فَلم يقدروا عل السلوك من الْوَادي فاستشهدوا رَحِمهم الله تَعَالَى (مسير الافرنج إِلَى عكا) وصل الْخَبَر يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن رَجَب أَن الْعَدو عل قصد عكا وَأَن جمَاعَة مِنْهُم سبقوا إِلَى النوافير ونزلوا باسكندرونة وتوقعوا مَعَ جمَاعَة من الْمُسلمين فَكتب السُّلْطَان للعسكر يجمعهُمْ ورحل الافرنج يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر رَجَب ونزلوا عل عين عبد فَأصْبح السُّلْطَان عل الرحيل وَجَاء عصر يَوْم الثُّلَاثَاء وَالسُّلْطَان نَازل بِأَرْض كفر كُنَّا ثمَّ أصبح يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشر الشَّهْر وَنزل على جبل الخروبة وَترك الأثقال بِأَرْض صفورية وَنزل الافرنج عل عكا من الْبَحْر إِلَى الْبَحْر محتاطين بهَا يحاصرونها وَاجْتمعت العساكر فَصَارَ الْعَدو حول الْبَلَد وأحاط الْمُسلمُونَ بالإفرنج ومنعوهم من الطّرق وَاشْتَدَّ الْقِتَال واستدارت الافرنج بعكا وَمنعُوا من الدُّخُول وَالْخُرُوج وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء وَالْخَمِيس سلخ رَجَب فَأصْبح السُّلْطَان يَوْم الْجُمُعَة مستهل شعْبَان عل عكا وتباشر الْمُسلمُونَ بالنصر وثار الْحَرْب وَأَصْبحُوا يَوْم السبت عل ذَلِك وَحمل النَّاس من جَانب الْبَحْر شمَالي عكا حَملَة شَدِيدَة وَانْهَزَمَ الافرنج إِلَى تل الصياصية وأخلوا ذَلِك الْجَانِب وَانْفَتح للْمُسلمين طَرِيق عكا وَدخل الْعَسْكَر إِلَيْهَا وَخرج واستطرقت إِلَيْهَا الجيوش وأطلع السُّلْطَان عل الافرنج من سورها وَخرج عَسْكَر الْبَلَد لِلْقِتَالِ وتشاور الْمُسلمُونَ فِيمَا بَينهم ودبروا الْحِيَل فِي الْقِتَال الْعَدو المخذول فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن شعْبَان ركب الافرنج خر النَّهَار بأجمعهم