الانس الجليل (صفحة 375)

الله تَعَالَى وَقَالا مَا نظن أننا بعد مَا شاهدناك يلحقنا سوء فَمَال إِلَى كَلَامهمَا وَأمر بإعتاقهما فَإِن تِلْكَ الْكَلِمَة أوجببت عدم قَتلهمَا فَإِنَّهُ كَانَ لَا يبقي عل أحد من الاستبارية وَالرِّوَايَة وَفتح الله صفد فِي ثامن شَوَّال (حِصَار كَوْكَب وَفتحهَا) وَسَار السُّلْطَان إِلَى كَوْكَب وَهِي فِي غَايَة الحصانة فحاصرها وَقَاتل من فِيهَا أَشد قتال وَحصل الضّيق الزَّائِد لوُقُوع الْبرد الشَّديد وَقُوَّة الشتَاء وَمَا زَالَ السُّلْطَان ملازماً للحصن بِالرَّمْي حَتَّى تهدم غَالب بنائِهِ وَنصر الله الْمُسلمين وملكوا كَوْكَب وأخرجوا الْكفَّار وغنموا أَمْوَالهم وَكَانَ هَذَا الْفَتْح فِي منتصف ذِي الْقعدَة وَعرض السُّلْطَان القلعة على جماعته فَلم يقبلوها فولاها قايماز النجمي عل كره مِنْهُ ثمَّ تحول السُّلْطَان إِلَى أَرض بيسان وَأذن لِلْأُمَرَاءِ والجند فِي الِانْصِرَاف وَسَار مَعَه أَخُوهُ الْملك الْعَادِل فِي مستهل ذِي الْحجَّة إِلَى الْقُدس الشريف وَوصل يَوْم الْجُمُعَة ثامن الشَّهْر وَصلى فِي قبَّة الصَّخْرَة وَعِيد بهَا يَوْم الْأَحَد الْأَضْحَى وَنحر الْأُضْحِية وَسَار يَوْم الِاثْنَيْنِ إِلَى عسقلان للنَّظَر فِي مصالحها وتدبير أحوالها وَأقَام أَيَّامًا ثمَّ ودعه أَخُوهُ الْملك الْعَادِل وَسَار بعسكره إِلَى مصر ورحل السُّلْطَان إِلَى عكا وَدخلت سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَالسُّلْطَان مُقيم بعكا يرتب أمورها ويحصنها إِلَى أَن وصل جمَاعَة من مصر فَأَمرهمْ بِالْإِقَامَةِ فِيهَا وَأمر بهاء الدّين قراقوش بإتمام بِنَاء سورها ثمَّ سَار إِلَى طبرية وَدخل دمشق مستهل شهر صفر ثمَّ خرج مِنْهَا يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث ربيع الأول مُتَوَجها إِلَى شقيف أرنون وأتى مرج عُيُون وخيم فِيهِ بِقرب الشقيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015