طليعته إِلَى ساقته وَهُوَ فلَان فليسمع مِنْهُ وولير وَعنهُ والرأي أَعلَى إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالله الْمُوفق هَذَا خر الرسَالَة الْفَاضِلِيَّةِ ورحل السُّلْطَان عَن الْقُدس يَوْم الْجُمُعَة الْحَادِي وَالْعِشْرين من شهر شعْبَان وودعه وَلَده الْملك الْعَزِيز وَسَار مَعَه قدر مرحلة ثمَّ وصاه وشيعته وَصَحب أَخَاهُ الْملك الْعَادِل فوصل إِلَى عكا فِي أول شهر رَمَضَان فخيم بظاهرها ثمَّ سَار فوصل إِلَى صور تَاسِع شهر رَمَضَان يَوْم الْجُمُعَة فَنزل بَعيدا من سورها وَمكث حَتَّى ورد عَلَيْهِ الْعَسْكَر وتكمل ثمَّ تقدم إِلَيْهَا يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي وَالْعِشْرين من رَمَضَان وحاصرها وَحضر إِلَيْهِ وَلَده الْملك الظَّاهِر غياث الدّين غَازِي فَشد أزره وزحفوا على الْكفَّار وَقطعت الْأَشْجَار وَرمى عَلَيْهِم بالمناجيق وَاشْتَدَّ الْأَمر وتعسر الْفَتْح (ذكر مَا تمّ على الأسطول) وَكَانَ السُّلْطَان قد تقدم من صور وأحضر إِلَيْهَا من عكا مَا كَانَ بهَا من مراكب الأسطول فوصلت مِنْهَا عشر شواني مشحونة بِالرِّجَالِ وَالْعدَد واتصلت بهَا مراكب الْمُسلمين من بيروت وجبيل فاستشعر المركيس الضَّرَر مِنْهَا وَعمر الآخر مراكب وَكَانَت مراكب الْمُسلمين بالسَّاحل مَحْفُوظَة بالعسكر وَلَا يتَمَكَّن الفرنج مِنْهَا وكل من الْفَرِيقَيْنِ يعالج الآخر فاطمأن الْمُسلمُونَ واغتروا بالسلامة وَبَات لَيْلَة خَامِس شَوَّال وربطوا بِقرب ميناء صور وسهروا إِلَى قريب الصُّبْح فغلب عَلَيْهِم النّوم فِيمَا انتبهوا إِلَّا وسفن الفرنج مُحِيطَة بهم فَأخذت شواني الْمُسلمين وأسروا مِنْهَا جمَاعَة فاغتنم السُّلْطَان لذَلِك وَكَانَت هَذِه أول حَادِثَة حدثت للْمُسلمين فأزعج الْعَسْكَر الإسلامي وَاشْتَدَّ حزن الْمُسلمين وَأَشَارَ النَّاس بإبعاد بَقِيَّة