مَرْيَم وَهِي عِنْد بَاب الأسباط وَعين لرباط دَار البطرك وَهِي بِقرب كَنِيسَة قمامة وَبَعضهَا رَاكب عل ظهر قمامة ووقف عَلَيْهِمَا أوقافاً حَسَنَة وَأمر بإغلاق كَنِيسَة قمامة وَمنع النَّصَارَى من زيارتها وَأَشَارَ عَلَيْهِ بعض أَصْحَابه بهدمها وَمِنْهُم من أَشَارَ بِعَدَمِ الْهدم لِأَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ لما فتح بَيت الْمُقَدّس أقرهم عَلَيْهَا وَلم يَهْدِمهَا وَأقَام السُّلْطَان عل الْقُدس عل تسلم مَا بَقِي بهَا من الْحُصُون ورحل الْملك الْأَفْضَل إِلَى عكا ثمَّ تبعه الْملك المظفر إِلَى عكا أَيْضا ثمَّ أَن السُّلْطَان فرق مَا جمعه عل مستحقيه من الْجند وَالْفُقَهَاء والفقراء وَالشعرَاء فَقيل لَهُ لَو ادخرت هَذَا المَال لأمر يحدث فَقَالَ أملي بِاللَّه قوي وَجمع الاساري - كَانُوا الوفا من الْمُسلمين - فكساهم وَأحسن إِلَيْهِم وَذهب كل مِنْهُم إِلَى وَطنه وَمكث السُّلْطَان عل الْقُدس ينظر فِي مَصَالِحه وَكَانَ فِي خدمته الْأَمِير عَليّ بن أَحْمد المشطوب وَكَانَ مَعَه (أهل) صيدا وبيروت وهما بِقرب صور وَخَافَ أَن يفوتهُ فتحهَا وَكَانَ يحث السُّلْطَان عل المسي إِلَيْهَا وَكَانَ المركيس عِنْد اشْتِغَال الْمُسلمين بالقدس شرع فِي أَحْكَام سور حصنها وَجعل لَهَا خَنْدَقًا وضيق طريقها وَكتب السُّلْطَان إِلَى الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله يُعلمهُ بِالْفَتْح وَكتب أَيْضا إِلَى الْآفَاق رسائل من إنْشَاء الْعِمَاد الْكَاتِب فِيهَا من البلاغة والألفاظ الفائقة مَا لَا يقدر عَلَيْهِ غَيره (ذكر رِسَالَة السُّلْطَان للخليفة) وَكَانَت الرسَالَة إِلَى الْخَلِيفَة عل يَد ضِيَاء الدّين بن الشهرزوري يخط القَاضِي الْفَاضِل من إنشائه وَهِي أدام الله أَيَّام الدِّيوَان الْعَزِيز النَّبَوِيّ وَلَا زَالَ مظفر الْجد بِكُل جَاحد غَنِيا بالتوفيق عَن رَأْي كل رائد مَوْقُوف المساعي عل اقتناء مطلقات