مَا ظننتم أَن تخْرجُوا وظنوا إِنَّهُم مَا نعتهم حصوتهم من الله فَأَتَاهُم الله من حَيْثُ لم يحتسبوا وَقذف فِي قُلُوبهم الرعب يخربون بُيُوتهم بِأَيْدِيهِم وأيدي الْمُؤمنِينَ فاعتبروا يَا أولي الْأَبْصَار) ثمَّ قَالَ آمركُم وإياي عباد الله بِمَا أَمر الله بِهِ من حسن الطَّاعَة فأطيعوه وأنهاكم وإياي عَمَّا نه الله عَنهُ من قبح الْمعْصِيَة فَلَا تعصوه أَقُول قولي هَذَا واستغفر الله الْعَظِيم لي وَلكم ولسائر الْمُسلمين فاستغفروه ثمَّ خطب الْخطْبَة الثَّانِيَة عل عَادَة الخطباء مقتصرة ثمَّ دَعَا للْإِمَام النَّاصِر خَليفَة الْعَصْر ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ وأدم سُلْطَان عَبدك الخاضع لهيبتك الشاكر لنعمتك الْمُعْتَرف بموهبتك سَيْفك الْقَاطِع وشهابك اللامع والمحامي عَن دينك المدافع والذاب عَن حَرمك الممانع السَّيِّد الْأَجَل الْملك النَّاصِر جَامع كلمة الْإِيمَان وقامع عَبدة الصلبان صَلَاح الدُّنْيَا وَالدّين سُلْطَان الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين مطهر الْبَيْت الْمُقَدّس من أَيدي الْمُشْركين أبي المظفر يُوسُف بن أَيُّوب محيي دولة أَمِير الْمُؤمنِينَ اللَّهُمَّ عَم بدولته البسيطة وَاجعَل ملائكتك براياته مُحِيطَة وَأحسن عَن الدّين الحنيفي جزاءه وأشكر عَن الْملَّة المحمدية عزمه ومضاءه اللَّهُمَّ ابق لِلْإِسْلَامِ مهجته ووف للْإيمَان حوزته وانشر فِي الْمَشَارِق والمغارب دَعوته اللَّهُمَّ كَمَا فتحت على يَدَيْهِ الْبَيْت الْمُقَدّس بعد أَن ظَنَنْت الظنون وابتلى الْمُؤْمِنُونَ فافتح على يَدَيْهِ داني الأَرْض وقاصيها وَملكه صياصي الْكَفَرَة ونواصيها فَلَا تَلقاهُ مِنْهُم كَتِيبَة إِلَّا مزقها وَلَا جماع إِلَّا فرقها وَلَا طَائِفَة بعد طَائِفَة إِلَّا ألحقها بِمن سبقها اللَّهُمَّ أشكر عَن مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَعْيه وأنفذ فِي الْمَشَارِق والمغارب أمره وَنَهْيه اللَّهُمَّ وَأصْلح بِهِ أوساط الْبِلَاد أطرافها وأرجاء المماليك وأكنافها اللَّهُمَّ ذلل بِهِ معاطس الْكفَّار وأرغم بِهِ أنوف الْفجار وأنشر ذوائب ملكه عل الْأَمْصَار وابثث سَرَايَا جُنُوده فِي سبل الأقطار اللَّهُمَّ أثبت الْملك فِيهِ وَفِي عقبه إِلَى يَوْم الدّين واحفظه فِي بنيه الغر الميامين وإخوانه