الْبَلَد الْمَفْتُوحَة بأجمعهم وَشرع المركيس يحْفر الخَنْدَق ويحكمه وَسَنذكر مَا كَانَ من أمره إِن شَاءَ الله تَعَالَى (فتح عسقلان وغزة والرملة والداروم وَغَيرهَا) وَكَانَ النُّزُول عل عسقلان يَوْم الْأَحَد سادس عشر جمادي الْآخِرَة وَلما فرغ السُّلْطَان من فتح بيروت وجبيل عَاد عابراً عل صيدا وصرفند وَجَاء إِلَى صور وَلم يكثرث بأمرها وَكَانَ قد استحضر ملك الإفرنج ومقدم الراوية وَشرط مَعَهُمَا واستوثق مِنْهُمَا إِنَّه يطلقهما من الْأسر إِذا تمكن من بَقِيَّة الْبِلَاد فانزعج المركيس صور وَاشْتَدَّ خَوفه وَاجْتمعَ السُّلْطَان بأَخيه الْملك الْعَادِل واتفقا عل السّير وَنزل عل عسقلان وحاصرها ورماها بالمناجيق وَاشْتَدَّ الْقِتَال وراسلهم عِنْد ذَلِك الْملك المأسور وَأَشَارَ عَلَيْهِم بِعَدَمِ مُخَالفَته وترددت الرُّسُل ثمَّ اذعنوا بِأَنَّهُم يسلمُونَ عسقلان عل أَن يخرجُوا بِأَمْوَالِهِمْ بعد أَخذهم الْمِيثَاق وَالْيَمِين وَذَلِكَ فِي السبت سلخ جمادي الْآخِرَة فَكَانَ حصارها أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَكَانَ بَين فتح عسقلان وَأخذ الإفرنج لَهَا من الْمُسلمين خمس وَثَلَاثُونَ سنة فَإِنَّهُم كَانُوا أخذوها من الْمُسلمين فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من جمادي الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَمِمَّنْ اسْتشْهد عل عسقلان من الْأُمَرَاء الْكِبَار إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن المهراني وَهُوَ أول أَمِير اسْتشْهد وَكَانَ السُّلْطَان قد أَخذ فِي طَرِيقه إِلَيْهَا الرملة ويبنا وَبَيت لحم والخليل وَأقَام بهَا حَتَّى تسلم حصون الداروم وغزة والنطرون وَبَيت جِبْرِيل وَاجْتمعَ بالسلطان وَلَده صَاحب مصر الْملك الْعَزِيز عُثْمَان بعسقلان فقرت عينه بقدومه واعتضد بِهِ وَكَانَ قد استدعى الأساطيل فَحَضَرت والحاجب لُؤْلُؤ مقدمها وَشرع يقطع الطَّرِيق عل سفن الْعَدو ومراكبه وَيقف لَهُ فِي جزائر الْبَحْر وَسَنذكر ذَلِك فِي مَحَله إِن شَاءَ الله تَعَالَى