(فتح تبين) ثمَّ أَمر السُّلْطَان ابْن أَخِيه الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بِقصد حصن تبنين فقصده وَأخذ فِي مضايقته وَطَالَ حصاره فأرسلوا إِلَى السُّلْطَان وسألوه الْأمان واستمهلوا خَمْسَة أَيَّام فأمهلوا بعد أَن بذلوا رهائن وأطلقوا مَا عِنْدهم من الأسرى فسر السُّلْطَان بذلك وَأحسن إِلَى المأسورين وَكَانَ هَذَا دأبة فِي كل بلد يَفْتَحهُ فخلص فِي تِلْكَ السّنة من الأسرى أَكثر من عشْرين ألف أَسِير وأخلوا القلعة ثمَّ سَارُوا إِلَى صور صُحْبَة جمَاعَة من عَسْكَر السُّلْطَان ورتب فِي الْموضع مَمْلُوكه سنقرر الدوري وأوصاه بحفظها وَكَانَ النُّزُول على تبنين يَوْم الْأَحَد حادي عشر جمادي الأولى وتسلمها يَوْم ألحد الثَّامِن عشر مِنْهُ (فتح صيدا) نزل السُّلْطَان عَلَيْهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي وَالْعِشْرين من جمادي الأولى وَهِي مَدِينَة لَطِيفَة على السَّاحِل بهَا أَنهَار وبساتين وأشجار فَجَاءَت رسل صَاحبهَا بمفاتيحها وَقد أخلاها وتسلمها السُّلْطَان ونصبت عَلَيْهَا رايات الْإِسْلَام أُقِيمَت بهَا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة (فتح بيروت) ثمَّ سَار السُّلْطَان إِلَى بيروت وَكَانَ النُّزُول عَلَيْهَا يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر جمادي الأول وَوَقع الْقِتَال وَاشْتَدَّ ثمَّ نقب السُّور حَتَّى كَاد يَقع البرج وضاق الْأَمر بهم فطلبوا الْأمان وَأَن يكْتب لَهُم السُّلْطَان مِثَالا بذلك فَكتب لَهُم وأمنهم وتسلم السُّلْطَان بيروت يَوْم الْخَمِيس التَّاسِع وَالْعِشْرين من جمادي الأولى