الانس الجليل (صفحة 317)

وَأحمد بن يحي البرَاز الْبَغْدَادِيّ حُكيَ عَنهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الْجلَال الْبَغْدَادِيّ إِنَّه أخبرهُ إِنَّه قدم من مَكَّة إِلَى بَيت الْمُقَدّس فندم عل مَجِيئه وَقَالَ تركت الصَّلَاة بِمَكَّة بِمِائَة ألف صَلَاة وَهنا بِخمْس وَعشْرين ألف صَلَاة وبمكة تنزل مائَة وَعِشْرُونَ ألف رَحمَه للطائفين والمصلين والناظرين وَأَرَادَ الْخُرُوج إِلَى مَكَّة فَرَأى النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر لَهُ مَا خطر بِبَالِهِ من الْفضل فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم هُنَاكَ تنزل الرَّحْمَة نزولا وَهنا تنصب الرَّحْمَة صبا وَلَو لم يكن لهَذَا الْموضع شَأْن - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مَوضِع الْإِسْرَاء عِنْد قبَّة الْمِعْرَاج - لما اسري بِي إِلَيْهِ فَأَقَامَ الرجل بالقدس إِلَى أَن مَاتَ بِهِ وَكَانَت هَذِه الرُّؤْيَا فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَالشَّيْخ سَلامَة بن اسماعيل بن جمَاعَة الْمَقْدِسِي الضَّرِير صَاحب شرح الْمِفْتَاح لِابْنِ الْقَاص وَله أَيْضا مُصَنف مُفْرد فِي التقاء الختانين كَانَ عديم النظير فِي زَمَانه لأجل مِمَّا خصّه الله بِهِ من حُضُور الْقلب وصفاء الذِّهْن وَكثر الْحِفْظ وَقد ذكره جمَاعَة وأثنوا عَلَيْهِ توفّي سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَشَيخ الْإِسْلَام الإِمَام الْعَالم الحبر أَبُو الْفرج عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن أَحْمد الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الْأنْصَارِيّ الْحَنْبَلِيّ شيخ الشَّام فِي وقته وَهُوَ من أَصْحَاب القَاضِي أبي يعلي بن الْفراء أَمَام الْحَنَابِلَة قدم الشَّام فسكن بِبَيْت الْمُقَدّس وَهُوَ الَّذِي نشر مَذْهَب الامام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ فِيمَا حوله ثمَّ أَقَامَ بِدِمَشْق فنشر الْمَذْهَب بهَا وَكَانَ لَهُ اتِّبَاع وتلامذة وَيُقَال إِنَّه اجْتمع مَعَ الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام دفعتين وَكَانَ يتَكَلَّم فِي عدَّة أَوْقَات عل الخاطر كَمَا كَانَ يتَكَلَّم ابْن الْقزْوِينِي الزَّاهِد لَهُ تصانيف مِنْهَا الْمُبْهِج والإيضاح والتنصرة فِي أصُول الدّين ومختصر فِي الْحُدُود فِي أصُول الْفِقْه ومسائل الامتحان وَيُقَال إِن لَهُ كتاب الْجَوَاهِر فِي التَّفْسِير وَهُوَ ثَلَاث مجلدات توفّي يَوْم الْأَحَد ثامن عشر من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير رَحمَه الله تَعَالَى وَالشَّيْخ الْعَلامَة أَبُو الْفَتْح نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي النابلسي الشَّافِعِي شيخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015