قَالَ فَلَمَّا أتيت عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ بِالْكتاب زَاد فِيهِ وَلَا نضر بِأحد من الْمُسلمين شرطنا لكم ذَلِك على أَنْفُسنَا وَأهل ملتنا وَقَبلنَا عَلَيْهِ الْأمان فَإِن نَحن خَالَفنَا شَيْئا مِمَّا شرطناه لكم وضمناه لكم وضمناه عل أَنْفُسنَا فَلَا ذمَّة لنا وَقد حل لكم منا مَا حل من أهل المعاندة والشقاق رَوَاهُ الإِمَام الْبَيْهَقِيّ وَغَيره وَقد اعْتمد أَئِمَّة الْإِسْلَام هَذِه الشُّرُوط وَعمل بهَا الْخُلَفَاء الراشدون وَرُوِيَ أَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَمر فِي أهل الذِّمَّة أَن تجز نواصيهم وَأَن يركبُوا على الاكف عرضا وَلَا يركبُوا كَمَا يركب الْمُسلمُونَ وَأَن يُوثقُوا المناطق أَي الزنانير وَلما قدم عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ بِبَيْت الْمُقَدّس نزل على الْجَبَل الشَّرْقِي وَهُوَ طور زيتا وأتى رَسُول - بطريقها إِلَيْهِ - بالترحيب وَقَالَ أَنا سنعطي بحضورك مَا لم نَكُنْ نُعْطِيه لَا حد دُونك وَسَأَلَهُ أَن يقبل مِنْهُ الصُّلْح والجزية وَأَن يُعْطِيهِ الْأمان عل دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ وكنائسهم فأنعم لَهُ عمر بذلك فَسَأَلَهُ الرَّسُول الْأمان لصَاحبه ليتول مصالحته ومكاتبته فأنعم وَخرج إِلَيْهِ بطريقها فِي جمَاعَة فَصَالحهُمْ وَأشْهد عل ذَلِك والبطريق هُوَ الْأَمِير وَأما البطرك فَهُوَ الكاهن وَكَانَ اسْم البطرك يَوْم ذَلِك صقريوس وَكَانَ قد أخبر النَّصَارَى أَن الله يفتح بَاب الْمُقَدّس عل يَد عمر من غير قتال فَلَمَّا فرغ عمر من كتاب الصُّلْح بَينه وَبَين أهل بَيت الْمُقَدّس قَالَ لبطريقها دلَّنِي على مَسْجِد دَاوُد قَالَ نعم وَخرج عمر مُقَلدًا بِسَيْفِهِ فِي أَرْبَعَة آلَاف من الصَّحَابَة الَّذين قدمُوا مَعَه متقلدين بسيوفهم وَطَائِفَة مِمَّن كَانَ عَلَيْهَا لَيْسَ عَلَيْهِم من السِّلَاح إِلَّا السيوف والبطريق بَين يَدي عمر فِي أَصْحَابه حَتَّى دخلُوا بَيت الْمُقَدّس فأدخلهم الْكَنِيسَة الَّتِي يُقَال لَهَا الْقِيَامَة وَقَالَ هَذَا مَسْجِد دَاوُد فَنظر عمر وَتَأمل وَقَالَ لَهُ كذبت وَلَقَد وصف رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم مَسْجِد دَاوُد بِصفة