فِي أَيْديهم لرجل من النَّصَارَى لَهُ ذمَّة مَعَ الْمُسلمين فِي كرمه عِنَب فَجعلُوا يَأْكُلُونَهُ فأت الذِّمِّيّ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كرمي كَانَ فِي أَيْديهم فَلم يستبيحوه وَلم يتَعَرَّضُوا لي وَأَنا رجل ذمَّة مَعَ الْمُسلمين فَلَمَّا ظهر عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ وَقَعُوا فِيهِ فَدَعَا عمر رَضِي الله عَنهُ ببرذون لَهُ فَرَكبهُ عُريَانا من العجلة ثمَّ خرج يرْكض فِي أَعْرَاض الْمُسلمين فَكَانَ أول من لقِيه أَبُو هُرَيْرَة يحمل فَوق رَأسه عنباً فَقَالَ لَهُ أَنْت أَيْضا يَا أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أصابتنا مَخْمَصَة شَدِيدَة فَكَانَ أَحَق من أكلنَا من مَاله من قاتلنا فَتَركه عمر ثمَّ أَتَى الْكَرم فنظره فَإِذا هُوَ قد أسرعت النَّاس فِيهِ فَدَعَا عمر رَضِي الله عَنهُ الذِّمِّيّ فَقَالَ لَهُ كم كنت ترجو من غلَّة كرمك هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ شَيْئا قَالَ فَخَل سَبيله ثمَّ أخرج عمر رَضِي الله عَنهُ ثمنه الَّذِي قَالَ لَهُ فَأعْطَاهُ إِيَّاه ثمَّ أَبَاحَهُ للْمُسلمين وَعَن سيف عَن أبي حَازِم وَأبي عُثْمَان عَن خَالِد وَعبادَة قَالَا صَالح عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أهل ايليا بالجابية وَكتب لَهُم فِيهَا الصُّلْح لكل كورة كتابا وَاحِدًا مَا خلا أهل ايليا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا مَا أعْط عبد الله أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر أهل ايليا من الْأمان أَعْطَاهُم أَمَانًا لأَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالهمْ ولكنائسهم ولصلبانهم ومقيمها وبريها وَسَائِر ملتها إِنَّهَا لَا تسكن كنائسهم وَلَا تهدم وَلَا ينتقص مِنْهَا وَلَا من حَدهَا وَلَا من صليبهم وَلَا شئ من أَمْوَالهم وَلَا يكْرهُونَ عل دينهم وَلَا يضار أحد مِنْهُم وَلَا يسكن بايليا مَعَهم أحد من الْيَهُود وعل أهل ايليا أَن يُعْطوا الْجِزْيَة كَمَا يُعْطي أهل الْمَدَائِن وعَلى أَن يخرجُوا مِنْهَا الرّوم واللصوص فَمن خرج مِنْهُم فَهُوَ آمن على نَفسه وَمَاله حَتَّى يبلغُوا مأمنهم وَمن أَقَامَ مِنْهُم آمن وَعَلِيهِ مثل مَا على أهل ايليا من الْجِزْيَة وَمن أحب من أهل ايليا أَن يسير بِنَفسِهِ وَمَاله مَعَ الرّوم ويخلي بيعتهم وصليبهم فَإِنَّهُم آمنون على أنفسهم وعَلى بيعتهم وصليبهم حَتَّى يبلغُوا مأمنهم وَمن كَانَ فِيهَا من أهل الأَرْض فَمن شَاءَ مِنْهُم قعد وَعَلِيهِ مثل مَا على أهل ايليا من