الانس الجليل (صفحة 264)

وجعلوه هيكلاً وصوروا أبوابه ومحاربيه واستقبلوا بِهِ الْعَدو فيهزمه الله تَعَالَى وَكَذَلِكَ فِي الجدب إِذا صوروه واستقبلوا بِهِ فَلَا تزَال السَّمَاء تمطر عَلَيْهِم حَتَّى يرفعوا الهيكل وَكَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك فِي كل أَمر مُهِمّ يدهمهم وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم (ذكر مَا يسْتَحبّ أَن يدعى بِهِ عِنْد دُخُول الْمَسْجِد الشريف) والصخرة الشريف وآداب دُخُولهَا وَمن أَي بَاب يدخلهَا يسْتَحبّ لمن أَرَادَ دُخُول الْمَسْجِد أَن يبْدَأ بِرجلِهِ الْيمن وَيُؤَخر الْيُسْرَى وَيَقُول اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لي أَبْوَاب رحمتك , وَإِذا خرج صل على النَّبِي (ص) وَقَالَ اللَّهُمَّ أَغفر لي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لي أَبْوَاب فضلك وَيسْتَحب لمن أَرَادَ الدُّخُول للصخرة الشَّرِيفَة أَن يَجْعَلهَا عَن يَمِينه حَتَّى يكون بِخِلَاف الطّواف حول الْبَيْت الْحَرَام وَيقدم النِّيَّة ويعقد التَّوْبَة بالإخلاص مَعَ الله تَعَالَى وَإِن أحب أَن ينزل تَحت الصَّخْرَة الشَّرِيفَة فِي المغارة فَلْيفْعَل فَإِذا نزل يكون بأدب وخشوع وَيُصلي مَا بدا لَهُ وَيَدْعُو بِدُعَاء سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي دَعَا بِهِ لما فرغ من بنائِهِ وَقرب القربان وَهُوَ قَوْله اللَّهُمَّ من أَتَاهُ من ذِي ذَنْب فَاغْفِر ذَنبه أَو ذِي ضرّ فاكشف ضره ثمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ من خيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ويجتهد فِي الدُّعَاء تَحت الصَّخْرَة فَإِن الدُّعَاء فِي ذَلِك الْموضع مَقْطُوع لَهُ بالإجابة إِن شَاءَ الله تعال وَحكي جمَاعَة من الْعلمَاء إِن الْأَدْعِيَة الَّتِي يَدعِي بهَا لَيْسَ فِيهَا خُصُوصِيَّة بِهَذَا الْموضع فَإِن الْإِنْسَان مَأْمُور بِالدُّعَاءِ مَوْعُود عَلَيْهِ بالاستجابة لقَوْله تَعَالَى (وَقَالَ ربكُم أدعوني اسْتُجِيبَ لكم) وَقَوله تعال (وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني فَإِنِّي قريب أُجِيب دَعْوَة الداع إِذا دعان) وَالْمرَاد من الْأَدْعِيَة مَا وَردت بِهِ السّنة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة فَمن ذَلِك مَا رَوَاهُ أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه قَالَ لأبي عَيَّاش زيد بن الصَّامِت الزرقي حِين رَآهُ يُصَلِّي وَيَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015