الانس الجليل (صفحة 252)

وَفِي مَسْجِد بَيت الْمُقَدّس بِخَمْسِمِائَة صَلَاة رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ (مضاعفة الْحَسَنَات والسيئات فِي مَسْجِد بَيت الْمُقَدّس) رُوِيَ عَن جرير بن عُثْمَان وَصَفوَان بن عَمْرو أَنَّهُمَا قَالَا الْحَسَنَة فِي بَيت الْمُقَدّس بِأَلف والسيئة بِأَلف وَعَن اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع قَالَ قَالَ لي ابْن عمر - وَنحن بِبَيْت الْمُقَدّس - يَا نَافِع اخْرُج بِنَا من هَذَا الْبَيْت فَإِن السَّيِّئَات تضَاعف فِيهِ كَمَا تضَاعف الْحَسَنَات وَأحرم وَخرج من بَيت الْمُقَدّس قَالَ الْعلمَاء معنى ذَلِك أَن عُقُوبَة من اقْتَرَف ذَنبا فِي أحد الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة اعظم عُقُوبَة مِمَّن اقترفه فِي غَيرهَا لشرف هَذِه الْمَسَاجِد وفضلها والذنب الْوَاحِد فِي أَحدهَا أعظم من ذنُوب كَثِيرَة فِي غَيرهَا من الْمَوَاضِع وَلذَلِك تضَاعف فِيهِ السَّيِّئَات وَمَعْنَاهُ تَغْلِيظ عقوبتها لَا أَن الْإِنْسَان يعْمل ذَنبا وَاحِدًا فَيكْتب عَلَيْهِ عشرَة ذنُوب وَالله تَعَالَى يَقُول فِي كِتَابه الْعَزِيز (من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا وَمن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يجزى إِلَّا مثلهَا) فقد غلظت الدِّيَة عل من قتل فِي الْحرم أَو الْإِحْرَام أَو فِي الْأَشْهر الْحرم أَو قتل ذَا رحم محرم لحُرْمَة هَذِه الْأَشْيَاء وَعظم محلهَا فالتعدد فِي الْمَعْنى من حَيْثُ إِنَّه انتهك حُرْمَة بيُوت الله وَقد قَالَ الله تَعَالَى (فِي بيُوت إِذن الله أَن ترفع وَيذكر فِيهَا اسْمه يسبح لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال رجال لَا تليهم تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله وَأقَام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة يخَافُونَ يَوْمًا تتقلب فِيهِ الْقُلُوب والأبصار لِيَجْزِيَهُم الله أحسن مَا علمُوا ويزيدهم من فَضله) وَقد ارْتكب الْمعْصِيَة فِيهَا فَهَذَا معنى التَّضْعِيف (شدّ الرّحال إِلَيْهِ) عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015