الْمَصَاحِف وَيجْعَل عَمُود الْمِنْبَر حذاء مَنْكِبه الْأَيْمن وَيسْتَقْبل السارية الَّتِي إِلَى جَانبهَا الصندوق وَتَكون الدائرة الَّتِي فِي قبْلَة الْمَسْجِد بَين عَيْنَيْهِ فَذَلِك موقف النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي كَانَ يؤم النَّاس فِيهِ ثمَّ يَقُول بعد فراغهما الْحَمد لله الَّذِي بَلغنِي هَذَا الْمَكَان ووفقني لاتيانه وأوصلنيه فِي يسر وعافية اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام ومنك السَّلَام تَبَارَكت وَتَعَالَيْت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام والطول والأنعام فلك الْحَمد ملئ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وملئ مَا شِئْت من شَيْء بعد وَيَأْتِي الْقَبْر الشريف من بَاب الْمَقْصُورَة الْقبل فَإِذا وصل الْمَقْصُورَة اسْتقْبل وَجهه الْكَرِيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ بِأَن يستدير الْقبْلَة وَيسْتَقْبل جِدَار الْقَبْر الشريف عل نَحْو أَرْبَعَة أَذْرع من السارية الَّتِي فِي زَاوِيَة الْمَقْصُورَة وَيجْعَل الْقنْدِيل على رَأسه وَلَا يمس الْجِدَار بِيَدِهِ وَلَا بِشَيْء من بدنه وَيقف متأدباً بَين يَدَيْهِ كَمَا لَو كَانَ حَيا مظْهرا لاحترامه ويستحضر فِي نَفسه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَالم بِحُضُورِهِ وقيامه تجاهه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَإنَّهُ يُجيب من سلم عَلَيْهِ من بعيد فَكيف من قريب وَيسلم على رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُصلي عَلَيْهِ وَقد ورد أَشْيَاء كَثِيرَة فِي صفة السَّلَام عَلَيْهِ فأيها فعل أجزاءه ثمَّ يتَقَدَّم يَسِيرا فيقف وَيسلم على خَلِيفَته سيدنَا أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ ثمَّ يتَقَدَّم يَسِيرا فَيسلم عل أَمِير الْمُؤمنِينَ سيدنَا عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ ثمَّ يَأْتِي الرَّوْضَة فَيصَلي فِيهَا مَا يسر الله لَهُ وَيُصلي عِنْد الْمِنْبَر أَيْضا ثمَّ يَدْعُو عِنْد انْصِرَافه فَيَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أتيت قبر نبيك صل الله عَلَيْهِ وَسلم متقرباً إِلَيْك بزيارته متوسلاً لديك بِهِ وَأَنت قلت وقولك الْحق وَلَا تخلف الميعاد (وَلَو إِنَّهُم إِذْ ظلمُوا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لَهُم الرَّسُول لوجدوا الله تَوَّابًا رحِيما) اللَّهُمَّ أجعلها زِيَارَة مَقْبُول وسعياً مشكوراً وَعَملا منقبلا مبروراً وَدُعَاء تُدْخِلنَا بِهِ جنتك وتسبغ علينا رَجَمْتُك اللَّهُمَّ اجْعَل سيدنَا مُحَمَّدًا انجح السَّائِلين