الانس الجليل (صفحة 230)

وَلما دخل رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة كَانَت عَلَيْهِ عِمَامَة سَوْدَاء فَوقف عل بَاب الكعب وَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده صدق وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده ثمَّ قَالَ يَا معشر قُرَيْش مَا ترَوْنَ إِنِّي فَاعل بكم؟ قَالُوا خيرا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم قَالَ اذْهَبُوا فَأنْتم الطُّلَقَاء فَأعْتقهُمْ رَسُول الله (ص) وَكَانَ الله تعال قد أمكنه مِنْهُم فَكَانُوا لَهُ فَيْئا فبذلك سمي أهل مَكَّة الطُّلَقَاء وَلما اطْمَأَن النَّاس خرج رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الطّواف فَطَافَ بِالْبَيْتِ سبعا عل رَاحِلَته واستلم الرُّكْن بمحجن كَانَ فِي يَده وَدخل الْكَعْبَة وَرَأى فِيهَا الشخوص عل صُورَة الْمَلَائِكَة وَصُورَة إِبْرَاهِيم وَفِي يَده الازلام يَسْتَقِيم بهَا فَقَالَ قَاتلهم الله جعلُوا شَيخنَا يَسْتَقِيم بالازلام مَا شَأْن إِبْرَاهِيم والأزلام ثمَّ أَمر بِتِلْكَ الصُّورَة فطمست وصل فِي الْبَيْت ثمَّ جلس (ص) عل الصَّفَا وَاجْتمعَ النَّاس لبيعته عل الْإِسْلَام فَكَانَ يبايعهم على السّمع وَالطَّاعَة لله وَلِرَسُولِهِ فَبَايع الرِّجَال ثمَّ النِّسَاء وَلما جَاءَ وَقت الظّهْر يَوْم الْفَتْح إِذن بِلَال عل ظهر الْكَعْبَة فَقَالَ الْحَارِث ابْن هِشَام لَيْتَني مت قبل هَذَا وَقَالَ خَالِد بن أسيد لقد اكرم الله أبي فَلم ير هَذَا الْيَوْم فَخرج عَلَيْهِمَا رَسُول الله (ص) ثمَّ ذكر لَهما مَا قَالَاه فَقَالَ الْحَارِث ابْن هِشَام أشهد إِنَّك رَسُول الله مَا أطلع عل هَذَا أحد فَنَقُول أخْبرك وَقَامَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ ومفتاح الْكَعْبَة فِي يَده فَقَالَ يَا رَسُول الله اجْمَعْ لنا الحجابة مَعَ السِّقَايَة فَقَالَ رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم أَيْن عُثْمَان بن طَلْحَة؟ فدعي لَهُ فَقَالَ هاك مفتاحك يَا عُثْمَان الْيَوْم يَوْم بر ووفاء وَقَالَ خذوها تالدة خالدة لَا يَنْزِعهَا مِنْكُم إِلَّا الظَّالِم يَا عُثْمَان إِن الله استأمنكم عل بَيته فَكُلُوا مِمَّا يصل إِلَيْكُم من هَذَا الْبَيْت بِالْمَعْرُوفِ وَذكر إِن فضَالة ابْن عُمَيْر أَرَادَ قتل النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يطوف بِالْبَيْتِ عَام الْفَتْح فَلَمَّا دنا مِنْهُ قَالَ رَسُول الله (ص) أفضالة؟ قَالَ نعم فضَالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015