أَقبلت قُرَيْش لما رَآهُمْ رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اللَّهُمَّ هَذِه قُرَيْش قد أَقبلت بِخُيَلَائِهَا وَفَخْرهَا تكذب رَسُولك اللَّهُمَّ فَنَصرك الَّذِي وَعَدتنِي بِهِ وَلم يزل كَذَلِك والتقى الصفان وتزاحف الْقَوْم وَرَسُول الله (ص) مَعَه أَبُو بكر فِي الْعَريش وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُول اللَّهُمَّ إِن تهْلك هَذِه الْعِصَابَة لَا تعبد فِي الأَرْض اللَّهُمَّ أنْجز لي مَا وَعَدتنِي بِهِ وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى سقط رِدَاؤُهُ فَوَضعه أَبُو بكر عَلَيْهِ وخفق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ انتبه فَقَالَ أبشر يَا أَبَا بكر فقد أَتَى نصر الله ثمَّ خرج رَسُول الله (ص) من الْعَريش يحرض الْمُسلمين عل الْقِتَال وَأخذ حفْنَة من الْحَصَا وَرمى بهَا قُريْشًا وَقَالَ شَاهَت الْوُجُوه وَقَالَ لأَصْحَابه شدوا عَلَيْهِم فَكَانَت الْهَزِيمَة عل الْمُشْركين وَكَانَت الْوَقْعَة صَبِيحَة الْجُمُعَة لسبع عشرَة لَيْلَة خلت من رَمَضَان وَحمل عبد الله بن مَسْعُود رَأس أبي جهل بن هِشَام إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسجدَ شكرا لله تَعَالَى وَنصر الله نبيه بِالْمَلَائِكَةِ قَالَ تَعَالَى (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ ربكُم فَاسْتَجَاب لكم أَنِّي ممدد بِأَلف من الْمَلَائِكَة مُردفِينَ وَمَا جعله الله إِلَّا بشرى ولتطمئن بِهِ قُلُوبكُمْ وَمَا النَّصْر إِلَّا من عبد الله إِن الله عَزِيز حَكِيم) وَكَانَ عدَّة قتل بدر من الْمُشْركين سبعين رجلا والأسرى كَذَلِك وَكَانَ من جملَة الأسرى الْعَبَّاس عَم رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم وَلما انْقَضى الْقِتَال أَمر النَّبِي (ص) بسحب الْقَتْلَى إِلَى القليب وَكَانُوا أَرْبَعَة وَعشْرين رجلا من صَنَادِيد قُرَيْش فقذفوا فِيهِ وَجَمِيع من اسْتشْهد من الْمُسلمين أَرْبَعَة عشر رجلا وَعَاد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَت غيبته تِسْعَة عشر يَوْمًا وَمَاتَتْ ابْنَته رقية - زَوْجَة عُثْمَان - فِي غيبته وَكَانَ عُثْمَان تخلف فِي الْمَدِينَة بأَمْره صل الله عَلَيْهِ وَسلم لسببها